سارعت البوليساريو إلى إرسال وفد من قيادييها إلى إسبانيا لعقد لقاءات مع أعضاء من حزب «بوديموس»، الذي يتصدر المشهد السياسي في إسبانيا، والذي يتبنى مواقف سياسية متعاطفة مع البوليساريو وقد تتسبب في أزمات مع المغرب. وبعثت البوليساريو وفدا يترأسه ممثل الجبهة بمدريد للقاء رافا مايوراليس، كاتب العلاقات مع هيئات المجتمع المدني بحزب «بوديموس»، للترويج لمواقف الجبهة لدى الحزب، الذي بات يتصدر المشهد السياسي في إسبانيا. ودفع تزايد شعبية حزب «بوديموس» اليساري لدى الإسبان، الذين يرون فيه بديلا للطبقة السياسية التي تسير البلاد في الوقت الراهن، جبهة البوليساريو ومسانديها في إسبانيا إلى الاهتمام بهذا الحزب لكسب تعاطفه. ولا يخفي عدد من أعضاء حزب «بوديموس» تعاطفهم مع أطروحة البوليساريو الانفصالية، داعين السلطات الإسبانية إلى دعم موقف البوليساريو في الصحراء. ويأتي لقاء وفد البوليساريو مع أعضاء من حزب «بوديموس» بعد أيام قليلة على لقاء جمع بين أعضاء من الحزب ذاته وبين نشطاء أمازيغ مغاربة في مدريد على هامش لقاء حول «إيمازيغن والوضع السياسي الراهن»، في إطار تخليد جمعية «تامزغا» للسنة الأمازيغية الجديدة. وتحاول جبهة البوليساريو اللعب على ورقة حقوق الإنسان في الصحراء من أجل كسب تعاطف أعضاء الحزب ودفعهم إلى الضغط على الحكومة الإسبانية. فيما قلل مراقبون من مواقف الحزب السياسية الحالية، مشيرين إلى أن الحزب في حال تسييره الشأن العام الإسباني سيكون مجبرا على التحلي بالواقعية والبراغماتية السياسية، كما حدث مع الحزب الشعبي الذي سبق أن وصفته جبهة البوليساريو بأنه غير قناعاته بعد وصوله إلى الحكم وتسييره الشأن العام الإسباني.