هاجمت جبهة البوليساريو فرنسا، عقب عودة الدفء للعلاقات الدبلوماسية بين باريس والرباط، واتهمتها بالانحياز بشكل منهجي إلى مشروع الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، فيما حث مسؤولون بالجبهة الانفصالية على ضرورة توسيع اللقاءات مع جمعيات المجتمع المدني في فرنسا. وهاجم أحد قيادي الجبهة الانفصالية فرنسا، متهما المسؤولين الفرنسيين بأنهم منحازون إلى المغرب، مضيفا أن حرص فرنسا على استقرار المغرب يدفع بسياستها كي تكون مخالفة لمصالح شعوب منطقة المغرب، حسب القيادي ذاته. وجاء هجوم البوليساريو مباشرة بعد إشادة رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، الأحد الماضي، ب»الصداقة» بين فرنسا والمغرب والتي وصفها بأنها «رابط يقاوم كل شيء»، أثناء تقليد أوسمة منحها المغرب لثلاثة رجال دين في معهد العالم العربي في باريس، وأدى تسارع تحسن العلاقات بين المغرب وفرنسا إلى خيبة أمل لدى جبهة البوليساريو، التي كانت تأمل أن يستمر الخلاف. وكانت بجهة البوليساريو تنوي استثمار التوتر بين المغرب وفرنسا في كسب تعاطف فرنسي مع مواقفها، في محاولة لإحداث تغيير في ميزان المواقف الدبلوماسية في الهيئات الدولية المعنية بنزاع الصحراء. إلى ذلك، حث قياديون بالجبهة على ضرورة توسيع الدبلوماسية الموازية وعقد لقاءات بفعاليات المجتمع المدني في الدول التي ترى البوليساريو أنها تنحاز إلى المغرب وعلى رأسها فرنسا، للترويج لأطروحة الجبهة الانفصالية. وطار، أول أمس، وزير الرياضة في البوليساريو، إلى فرنسا للقاء جمعيات فرنسية تهتم بالمجال الرياضي، في إطار الدبلوماسية الموازية التي ترغب الجبهة في تقويتها، إذ نشرت منابر مقربة منها أن القيادي قدم عرضا مفصلا حول الرياضة الصحراوية بمخيمات اللاجئين الصحراويين وبالمؤسسات التعليمية، داعيا إلى استقبال الأطفال الصحراويين في برنامج الجولات الصيفية بفرنسا.