اهتز الرأي العام على جريمتين بشعتين ذهب ضحيتهما ستة أشخاص، أول أمس الاثنين، بكل من مدينتي بني ملالومكناس، إذ لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم رميا بالرصاص بدوار تدمامين التابع لجماعة تيزي نسلي إقليمبني ملال على يد مجهولين اختفوا عن الأنظار. وقالت مصادر ل»المساء» من دوار تدمامين بتزي نسلي أن أشخاصا، يرجح أن يكونوا لصوصا، اقتحموا منزلا بالدوار قبل أن يطلقوا الرصاص على رب المنزل «محمد أغودا»، وعلى سيدة تدعى «رابحة» كانت تنزل ضيفة على الأسرة رفقة ابنها التلميذ الذي كان يدرس بالمستوى الخامس ابتدائي، ليلقى رفقة أمه مصرعه في الحين رفقة رب المنزل، وأضافت المصادر ذاتها أن زوجة الضحية «محمد أغودا» أصيبت بدورها بعيار ناري، لكنها أوهمت المعتدين بموتها قبل أن تطلب النجدة بعد خروجهم من البيت حيث فر المعتدون إلى وجهة مجهولة. ونقلت جثث الضحايا الثلاثة، صباح أمس الثلاثاء، إلى مستودع الأموات بالمركز الاستشفائي الجهوي لبني ملال، أمام احتجاج السكان على تأخر الاستجابة لمطلبهم بتوفير مروحية لمطاردة المعتدين قبل خروجهم من تراب الجماعة الجبلية ومن الإقليم خاصة، فيما نقلت زوجة محمد أغودا المصابة بعيار ناري إلى المستشفى العسكري بمراكش. واحتج سكان تيزي نسلي، في اتصالات هاتفية ب»المساء»، على تباطؤ رجال الدرك في تسخير مروحية عسكرية تمكن من القبض على اللصوص، مؤكدين أنهم احتجوا شفويا، في وقت سابق، على انتشار الرعب في المنطقة دون تمكنهم من تقديم شكايات مكتوبة خوفا من الانتقام، وأضافت المصادر ذاتها أن جماعة تيزي نسلي وجماعات مجاورة، كجماعة بوتفردة وأغبالة وناوور، أصبحت في السنوات الأخيرة مرتعا للعصابات وتجار المخدرات بالإضافة إلى العصابات المنظمة في التفحيم السري وتدمير غابات الجبال المجاورة. وفي سياق متصل، نفذ نادل بمدينة مكناس مجزرة في حق زوجته ووالدتها وشقيقها بطريقة بشعة، إذ لفظ الضحايا أنفاسهم الأخيرة في الحال متأثرين بجروح خطيرة أصيبوا بها. كما نجا الشقيق الأصغر للزوجة «الضحية « بأعجوبة من موت محقق، كما هو الشأن بالنسبة لإحدى الجارات التي نجت هي الأخرى من الموت وتوجد حاليا تحت العناية المركزة بمستشفى محمد الخامس بمكناس . وأفادت مصادر «المساء» بأن المتهم كان يحمل سكينا من الحجم الكبير وكان في حالة هستيرية، حين أقدم على مهاجمة الضحايا داخل منزلهم بالحي الشعبي سيدي بابا وقام بتصفيتهم بطريقة بشعة واحدا تلو الآخر وبدم بارد، إذ وجه لكل واحد منهم مجموعة من الطعنات القاتلة. ولم يتمكن من النجاة سوى الشقيق الأصغر للزوجة الذي استطاع الفرار بالرغم من تلقيه طعنة في عنقه، شأنه شأن إحدى الجارات التي حاولت التدخل لتقديم المساعدة للضحايا قبل أن يوجه لها المتهم طعنة خطيرة على مستوى صدرها سقطت على إثرها أرضا، والتي توجد حاليا في وضعية صحية متدهورة تتلقى العلاجات بقسم الإنعاش بالمستشفى المحلي بمكناس. وكشفت المعطيات التي حصلت عليها «المساء» من مصادر قريبة من الضحايا أن أسباب هذه الجريمة البشعة ناتجة عن وقوع نزاع أسري بين المتهم وزوجته وصل إلى حد مغادرتها بيت الزوجية الكائن بحي البرج في اتجاه منزل أسرتها بالحي الشعبي سيدي بابا وذلك خلال عيد الأضحى الأخير. حيث كان المتهم طيلة هذه الفترة يتردد عليها في منزل أسرتها محاولا إرجاعها إلى بيت الزوجية، إلا أنها، تفيد ذات المصادر، كانت ترفض الرجوع، كما أنها كانت ترفض حتى استقباله بمنزل أسرتها بسبب شدة الخلاف الذي وقع بينهما. وتجدر الإشارة إلى أن وقوع هذه المجزرة المرعبة جاء تزامنا مع عملية إعادة تشخيص جرائم السطو التي عرفتها مجموعة من المحلات التجارية خلال الأسبوع الماضي بالمدينة الاسماعلية من طرف أفراد عصابة خطيرة. وبينما كانت عناصر الأمن تباشر وقائع هذه العملية بالحي الشعبي وجه عروس وسط المئات من المواطنين، توصلت بخبر وقوع هذه المجزرة بالحي الشعبي سيدي بابا المجاور، إذ تم الانتقال على وجه السرعة إلى مكان الحادث. م. بنقرو - م. أبوالخير