كشفت مصادر مطلعة أن تحريات مكثفة تجري من أجل البحث عن بارونات مخدرات ينشطون بشمال المملكة، وردت أسماؤهم في التحقيقات التي أجرتها المصالح الأمنية مع الموقوفين خلال إحباط أكبر عملية تهريب للمخدرات خلال الستة أشهر الماضية. وأوضحت المصادر ذاتها أن الموقوفين خلال العملية الأمنية أكدوا صلتهم ببارونات مخدرات معروفين بالشمال يقومون بتهريب المخدرات نحو الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط من خلال استعمال زوارق مطاطية سريعة. وجاءت هذه التحقيقات بعد أن حجزت البحرية الملكية والدرك الملكي التابع لإقليمالعرائش، نهاية الأسبوع الماضي، كمية مهمة من المخدرات كانت في طريقها إلى أوربا، وأوضحت معطيات حصلت عليها «المساء» أن الكمية الكبيرة للمخدرات، التي وصلت إلى حوالي 24 طنا كانت موجهة إلى إسبانيا قبل أن يتم حجزها من طرف وحدة من البحرية الملكية والدرك الملكي بسواحل إقليمالعرائش بعد عملية مطاردة كبيرة في عرض البحر للمهربين الذين كانوا يستعينون بمحركات نفاثة تجعل قواربهم فائقة السرعة. وأوقفت مصالح الدرك الملكي 14 متهما على خلفية عملية التهريب الفاشلة التي تم إحباطها في عرض البحر، ومن المتوقع أن تتوسع عملية الاعتقال لتشمل أصحاب المخدرات الذين زودوا المهربين بها على خلفية التحقيقات التي يجريها الدرك الملكي مع الموقوفين تحت إشراف النيابة العامة. وأشارت المعطيات ذاتها إلى أن العملية الأمنية التي أدت إلى حجز الكمية المهمة من مخدر الشيرا التي كانت موجهة نحو أوربا، جاءت نتيجة تنسيق وتعاون بين مختلف الأجهزة الأمنية، موضحة أن المهربين فوجئوا بطبيعة التدخل وحاولوا الفرار اعتمادا على الزوارق المطاطية السريعة التي كانوا على متنها إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك بعد محاصرتهم من طرف قطع البحرية الملكية. وأسفرت هذه العملية عن توقيف مجموعة من المهربين بعد عمليات تعقب ومسح بالمنطقة شملت مدخل وادي اللوكوس، وشواطئ الهيايضة بتراب جماعة العوامرة، وشاطئ الماء الجديد بالعرائش والمناطق المجاورة لميناء المدينة. وقد فتحت السلطات الأمنية المختصة بحثا في الملف، كما يجري حاليا التحقيق مع الأشخاص الموقوفين المتهمين في محاولة تهريب المخدرات على الصعيد الدولي قبل تقديمهم للعدالة.