عرت الأمطار أخيرا التي تهاطلت على العاصمة الاقتصادية، خلال الأسبوع الماضي، الواقع الذي تعيشه مجموعة من الأزقة في مناطق مختلفة في المدينة، فقد انتشرت الحفر بشكل مرعب لدرجة أن المرور من بعض هذه الأزقة أصبح لا يحتمل بالنسبة إلى الكثير من السائقين. ولم تعد الأمطار في الدارالبيضاء تمر دون أن تترك للبيضاويين أثرا في بعض الشوارع والأزقة، وفي هذا الصدد، قال أحد السائقين: "راه كاينين شي حفر كبيرة بزاف، هادشي ماشي معقول، واش العام ليجا إليقانا نهدروا في هاذ القضية، خاص يكون الزفت مزيان باش يصبر للشتا". وفي الوقت الذي تشهد العديد من المقاطعات عملية توسيع لشوارعها وإعادة تأهيلها من جديد، فإن مجموعة من الأزقة تعرف بالمقابل انتشارا مهولا للحفر، وقال مصدر ل"المساء" "من العار أن تعيش الأزقة إهمالا كبيرا، لابد أن تتم برمجة اعتمادات مالية لإعادة تعبيد الأزقة التي تضررت بسبب الأمطار الأخيرة، وأضاف أنه لابد من البحث عن الأسباب الحقيقية التي تجعل مشكل انتشار الحفر يطفو على السطح خلال كل مرحلة، رغم الاعتمادات المالية الضخمة التي تصرف على تعبيد الشوارع والأزقة من حين لآخر، وتؤكد بعض المصادر على ضرورة تشديد المراقبة على الشركات التي توكل لها مهمة تعبيد شوارع وأزقة المدينة والحرص على ضرورة احترام دفتر التحملات. من بين المشاكل التي تساهم في انتشار الحفر، المياه التي تخلفها الأمطار والتي لا تتسرب إلى قنوات الصرف الصحي بشكل سلسل، ما يجعلها تبقى راكدة في مكان معين، ما يتسبب في إحداث الحفر. وللإشارة، فقد كان مصدر من الفاحصين التقنيين أوضح في تصريح سابق ل"المساء" أن تردي حالة الطرق يتسبب في اختلال أنظمة السلامة للعربات، وتأتي في مقدمتها العجلات، التي تصبح مدة صلاحيتها مع كثرة الحفر لا تتجاوز نصف مدة الصلاحية التي تعهد بها الصانع، جراء سقوطها المتكرر في هذه الحفر، وفي حالة محاولة تفاديها فإن صاحب السيارة يكون معرضا لحوادث السير، وتؤثر هذه الحفر سلبا على النوابض، التي قد تصبح غير صالحة عند أول حفرة تسقط فيها عجلات السيارة، خصوصا إذا كانت مقرونة بالسرعة وقد تؤدي كذلك إلى انقلاب وسيلة النقل الشيء الذي قد يتسبب في إزهاق الأرواح. وإن أغلبية السائقين ليسوا بمهنيين ليتمكنوا بخبرتهم من التعرف على صلاحية النوابض من عدمها، لأن العملية تتطلب وسائل متطورة تتوفر في مراكز الفحص دون غيرها. والنوابض التي تتأثر بالحفر تساهم في عدم تحكم السائق في سيارته بشكل سليم، خاصة عند المنعرجات لما لها من دور في توازن العربة، كما تظهر على العجلات آثار تكون جلية عليها وذلك ناتج لغياب دور النوابض، التي تعمل على كبح اهتزاز السيارة في مطبات الطريق.