منذ قرابة أسبوع، شرعت القنوات العمومية في بث ربورتاجات عن عمليات الإغاثة التي تباشرها فرق الإنقاذ التي جندتها وزارة الداخلية للتدخل كلما استدعى الأمر ذلك؛ وكل يوم يشاهد المغاربة، عبر شاشات التلفزيون، عمليات إنقاذ مسنين أو حوامل داهمهن المخاض أو تلاميذ محاصرين بسبب الثلوج التي تساقطت في عدد من المناطق وتسببت في قطع الطرق ومنع وصول الأغذية ووسائل التدفئة.. مشاهد الإنقاذ التي تبثها القنوات، وبعضُها تقوم كاميرات الدرك الملكي بتصويره وتوضيبه، تدفعنا إلى التساؤل عن جدوى تصوير عمليات إنقاذ وإغاثة هي من صميم المهام التي يفترض أن تقوم بها بعض المؤسسات العمومية، فذلك إنما يجعل منها وصلات للدعاية المجانية؛ كما تدفعنا إلى طرح السؤال التالي: «ماذا لو لم تكن هناك كاميرا من الأساس، هل كان المواطنون في وضعيات صعبة سيلقون الاهتمام نفسه أم إن نداءات الاستغاثة التي يطلقونها كانت ستذهب أدراج الرياح؟». أن تقوم وزارة الصحة بتسخير مروحياتها الطبية أو سيارات الإسعاف وأطقمها لإغاثة المرضى فذلك يدخل في صميم مهامها حفاظا على سلامة المواطنين وصحتهم، وأن تقوم فرق الدرك الملكي والوقاية المدنية بعملياتها لإجلاء المنكوبين والعالقين في الوديان والجبال فذلك دورها ولا حاجة إلى أن نطبل لكل عملية ليعلم المغاربة بأن تلك الفرق تقوم بمهامها.. وإلا فسيكون لزاما تخصيص كاميرات وفريق تصوير لكل عملية تدخل تقوم بها هذه المؤسسات على مدار اليوم، وهذا برأينا من المستحيلات.. لسنا هنا بصدد التنقيص من الجهود التي يقوم بها رجال نذروا حياتهم لإنقاذ أرواح الآخرين، لكننا نعتقد أن توفير بعض الرعاية لجزء من أبناء وطننا لا يحتاج إلى أن تكون «الكاميرا شاعلة»، كما لا يحتاج إلى تلقين المستفيدين من رحلة على متن المروحية كلمات الشكر والامتنان لممثلي السلطة المحلية والدرك والممرضين، فهذا حق تضمنه المواطنة كما يضمنه الحد الأدنى من الإنسانية.