الفرحة والدهشة اللتين انرسمتا على وجوه المتلقين بعد انتهاء عرض مسرحية «خيل تايهة»، مساء الاثنين المنصرم بمسرح المنصور بالرباط، كانتا هما التتويج الأول لهذه المسرحية التي قدمتها فرقة «مسرح نعم» الفلسطينية، في إطار مهرجان المسرح العربي الذي احتضنه المغرب من 10 إلى 16 يناير الجاري. تحكي المسرحية، التي كتبها عدنان عودة وأخرجها إيهاب زاهدة، عن «تايهة» الطفلة البدوية التي خرجت من بيت أبويها لتستعير مشطا لأمها من بيت الجيران، فباغتتها عاصفة رملية جعلتها تتوه في قرى العرب والأكراد بسوريا. وفي التيه كبرت «تايهة» وأحبت فتزوجت وأنجبت طفلة سمّتها «خيل». تعيش «تايهة» قدرها الذي رأته عرافة القرية، يوم ولادتها، التي كانت على صخب صهيل الخيل وسنابكها، حيث قالت العرافة: «وجهك حجر وصوتك خضر ولن تكملي الثلاثين». اعتمدت مسرحية «خيل تايهة» تقنية المسرح داخل المسرح. كما نجحت السينوغرافيا، المتخففة والموزعة بتباعد، إلى جانب الملابس المنتقاة من التراث الفلسطيني، في دعم الحبكة الدرامية التي أثراها الأداء المتميز للممثلين. من بين تسعة عروض مسرحية، تنافست على جائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، توجت لجنة التحكيم مسرحية «خيل تايهة» بعد أن مرت إلى المرحلة الأخيرة رفقة مسرحية «بين بين» لفرقة «نحن نلعب للفنون» المغربية. وقد اعتبرت لجنة التحكيم، التي ترأستها المسرحية اللبنانية، لينا أبيض، أن المسرحيتين معا استوفتا الشروط المحددة لنيل الجائزة.