اندلعت حرب خفية بين «قناصة»، مولعين بتصوير رجال أمن متورطين بالارتشاء أو إهانة المواطنين، وبين بعض الأمنيين، الذين أصبحوا، بدورهم، يستعينون بهواتف ذكية وكاميرات خفية قصد توثيق تجاوزات مواطنين ارتكبوا مخالفات وحاولوا إرشاء أو إهانة رجال الأمن بدعوى نفوذهم أو قرابتهم من مسؤولين معروفين. وسجلت مصالح الأمن بالشريط الساحلي عين الذياب حادث تصوير مهاجرة مغربية مقيمة بإيطاليا ارتكبت مخالفة سير، وأثناء إيقافها من قبل أحد رجال الأمن في الشارع فاجأته برد فعل عنيف قبل أن تبادره بالسب والشتم، دون أن تعلم أن زميل رجل الأمن كان يصور كل تفاصيل ما دار بينهما بواسطة هاتف ذكي رصد أطوار المشادات بين المهاجرة المغربية بإيطاليا ورجل الأمن. وفوجئت السيدة، أثناء اقتيادها لإحدى الدوائر الأمنية بالبيضاء، بمواجهتها ب«فيديو» يرصد تفاصيل إهانتها لرجل الأمن، بعد أن أوقف سيارتها وحرر لها مخالفة، مما جعلها تعتذر إلى رجل الأمن الذي قرر متابعتها بإهانته. وجاء تسلح بعض الأمنيين المكلفين بالسير والجولان، أو العاملين بالدوائر أو مصالح الشرطة القضائية، بكاميرات خفية أو هواتف ذكية، كجواب على توقيف شرطيين يعملان بالهيئة الحضرية بمدينة طانطان وتجريدهما من سلاحهما الوظيفي، على خلفية ظهورهما في شريط مصور نشره موقع «يوتوب» وهما يتسلمان رشوة من سائح إسباني في نهاية الطريق الوطنية الرابطة بين مدينتي كلميموطانطان. وقال مصدر مطلع ل»المساء» إن الفيديو المصور للشرطيين قديم نظرا للزي الذي كان يرتديه رجلا الأمن الخاص بفصل الصيف، مما يوضح أن القناص الإسباني، الذي كان يتجول مستكشفا حضارة المغرب بدراجته النارية، بعد نشره فيديوها آخر أول أمس الأربعاء، ينوي تصفية حسابات مع رجال الأمن. وبعد انتشار فضائح الابتزاز والتشهير، صارت أجهزة الكاميرات الخفية ممنوعة من البيع والاستيراد، بعد أن صدرت تعليمات للجمارك والأمن، تمنع كل أنواع هذه الكاميرات سواء المخفية في الأقلام أو النظارات، كما أن إدارات منعت الهواتف الذكية داخلها. وصدرت تعليمات إلى كل من عناصر الجمارك والأمن بضرورة منع دخول أو استيراد كاميرات خفية للتصوير، بعد انتشار عدد كبير من الفيديوهات لأشخاص داخل إدارات عمومية أو موظفين بسلك الأمن أو الدرك الملكي، بصدد تلقي رشاوى من سائقين يعمدون إلى تصويرهم خلسة وتهديدهم وابتزازهم بنشر الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى تصوير أشخاص واقتحام حرياتهم الفردية قصد ابتزازهم والتشهير بهم.