صراع طاحن يعيشه حزب الاتحاد الدستوري قبيل شهر فقط من موعد مؤتمره الوطني. إذ كشفت مصادر مطلعة أن أنور الزين يسارع الزمن لحشد الدعم لخلافة محمد الأبيض على رأس الحزب. وقالت مصادرنا إن الزين بمعية قيادات أخرى يقود انقلابا «أبيض» على تيار الأبيض داخل الحزب. ولم تخف المصادر ذاتها أن يساند عبد الله فردوس، الذي كان قد طرد من المكتب السياسي في وقت سابق قبل أن تحسم المحكمة القضية لصالحه، أنور الزين. وبالرغم من عدم تأكد مساندة إدريس الراضي، القيادي البارز في صفوف الاتحاد الدستوري، لأنور الزين للوصول إلى منصب الأمانة العامة، فإن أعضاء داخل الحزب أكدوا أن الراضي من مصلحته أن «ينتهي التيار الذي سيطر على الحزب لمدة طويلة». أنور الزين الذي سبق له أن فاز بالكتابة الوطنية للشبيبة الدستورية سيدخل في مواجهة مباشرة مع تيار الأبيض، رغم «الوفاق الحذر» الذي ظل أكثر من سنتين. وأسرت مصادر الجريدة بأن القيادات التي تسنده اشترطت التخلص من «الحرس القديم» من أجل تقديم الدعم الكامل قبل المؤتمر المقبل، فيما يسعى أنصار الأبيض، استنادا إلى نفس المصادر، إلى الحفاظ على مواقعهم داخل هياكل وإعلام الحزب في أفق المؤتمر المقبل. وأبرزت مصادرنا أن المواجهة ستكون مفتوحة خلال المؤتمر المقبل المزمع عقده في شهر فبراير المقبل، «رغم أن بوادرها تظل مستترة بسبب التكتم الكبير الذي يسود داخل الحزب»، مؤكدة أن هذه هي المرة الأولى التي لم «تنجح فيها لعبة التسويات بين التيارات المتصارعة داخل الحزب، لاسيما بعد دخول فردوس على الخط». إذ ينتظر أن تكون هناك حملة «اجتثاث» ضد أنصار الأبيض، حسب وصف المصادر نفسها.