على غرار الزوايا الموجودة بالمملكة، أحيى مريدو وأتباع الزاوية الهبرية ب"حرشة" مداغ بإقليم بركان، على بعد عشرات الأمتار من الزاوية القادرية البودشيشية ، مساء السبت 03 يناير 2015 ، بمقر الزاوية ليلتهم احتفالا بذكرى عيد المولد النبوي الشريف، بقراءة الأذكار والإنشاد والسماع، في حضرة شيخ الطريقة الشاذلية الدرقاوية الهبرية الشيخ محمد بن المختار الهبري . العشرات من مريدي الزاوية الهبرية من مختلف مناطق الجهة الشرقية حجوا إلى الزاوية الهبرية ب"حرشة" مداغ، كما حضر وفد من الأتباع يمثل فروعها بفرنسا، في الوقت الذي لم يتمكن مريدو الطريقة الهبرية بمختلف المدن الجزائرية القريبة من الشريط الحدودي من الحضور بسبب إغلاق الحدود البرية المغربية الجزائرية. الاحتفاء انطلق مباشرة بعد صلاة المغرب بآيات من الذكر الحكيم وترديد قصائد صوفية وأمداح نبوية هزت مشاعر مريدي الطريقة على إيقاع نغمات الطبل الذي يستعمله مريدو الطريقة في ذكر الله، كما تميز الحفل بمواعظ ودروس توصي بتقوى الله وتحثهم على ذكره والمحافظة على الطريقة والابتعاد عن البدع الضالة والتمسك بالكتاب والسنة، قبل الدخول في "الحضرة" على إيقاع دقات الطبل الذي اعتبره الشيخ "وجدا ربانيا". شيخ الطريقة صرح بأن الزاوية مدرسة دينية صوفية سنية بنيت على الاستقامة والتقوى جاعلة من العقيدة الإسلامية الأشعرية عمودها الفقري، ومن ثوابت الأمة عقيدة ومذهبا وسلوكا روحيا وتستمد تاريخها من النسب الروحي والجسدي الذي يستمده من الشاذلية الدرقاوية الهبرية المبني على التقوى والورع والتصوف السني بأواصره الروحي. كما اعتاد المريدون والأتباع التلاقي مساء كل سبت للذكر والحضرة، مع الإشارة إلى أن الزاوية تتوفر على مدرسة قرآنية بها 33 طفلا يحفظون القرآن ويتلقون دروسا دينية. استعمال الطبل في طريقة الذكر، والذي ينتقده كثير من الناس، أكد على مشروعيته بدليل ورد في صحيح البخاري عند إحدى قبائل أهل الحبشة جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يضربون برماحهم على آلات بشكل طبل يمدحون رسول الله صلى الله عليه وسلم بلهجتهم ولم ينكر عليهم ذلك مادام هذا في ذكر الله . يذكر أن "سيدي محمد الهبري" الشيخ المربي ومؤسس الطريقة، كما جاء على لسان شيخ الطريقة الهبرية الحالي المختار الهبري، أخذ الطريقة عن عدة مشايخ أبرزهم الشيخ قدور الكركري والشيخ الباشا من مولاي العربي الدرقاوي إلى أن يصل هذا التسلسل إلى الإمام الجنيد والحسن البصري . من جهة أخرى، مقر الزاوية الهبرية كان في الأصل بمنطقة تريفة بين بركان والسعيدية قبل أن تتحول إلى الزاوية المركزية بدوار الحرشة ببلدة مداغ، كما يؤكده التاريخ وصرح به الشيخ المختار الهبري، بسبب القصف العشوائي الذي تعرضت له، في الخمسينات في القرن الماضي، من سلطات الاحتلال الفرنسي آنذاك، حيث كانت الزاوية ملاذا ومكانا آمنا للمجاهدين الجزائريين.