اختيرت البطلة الأولمبية المغربية السابقة نوال المتوكل ضمن 25 شخصية الأكثر تأثيرا في الرياضة العالمية، وجاءت المتوكل بحسب الموقع الإلكتروني «أراوند ذي رينغ» في المركز العاشر عالميا. ضمت اللائحة أسماء من قبيل السويسري جوزيف سيب بلاتير، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم»فيفا» والألماني طوماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الذي يوصف بأنه أطلق تغييرات جريئة في الحركة الأولمبية العالمية، كما شملت اللائحة رئيس محكمة التحكيم الرياضية الدولية، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي حل في المركز الثالث عشر بعد الجهود التي قام بها لتستضيف بلاده دورة الألعاب الاولمبية الشتوية بسوتشي في فبراير الماضي. موقع «أراوند ذي رينغ» موقع يحظى بمصداقية كبيرة، ومنذ 19 عاما وهو يختار سنويا 25 شخصية يعتبرهم الأكثر تأثيرا في الرياضة العالمية، وهو يضع معايير دقيقة جدا في عملية الاختيار. لقد رسمت المتوكل لنفسها مسارا متميزا كبطلة عالمية في ألعاب القوى، ودخلت التاريخ كأول عداءة مغربية وعربية وإفريقية تحصل على الذهب الأولمبي بعد تتويجها بذهبية 400 متر حواجز في أولمبياد لوس أنجلوس. لكن مسار المتوكل لم يتوقف عند حدود هذه الميدالية الذهبية، فقد تابعت دراستها وتمكنت من أن تصنع لنفسها شخصية رياضية متميزة خارج المضامير، فقد حازت على عضوية الاتحاد الدولي لألعاب القوى، وعضوية اللجنة الأولمبية، حيث أصبحت الشخصية الثانية في الحركة الأولمبية، بما أنها النائب الأول للرئيس الألماني طوماس باخ، ومرشحة بقوة بعد سنوات لتصبح رئيسا للحركة الأولمبية، هذا دون الحديث عن أنها اليوم رئيس لجنة تنسيق أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، وتحظى بالاستقبال من طرف رؤساء الدول والملوك، ويتودد لها الكثيرون. وإذا كانت المتوكل حصلت في مرتين على حقيبة الشباب والرياضة، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم، لماذا لا يستفيد المغرب من تجربة المتوكل وهي التي أصبح لها حضور وثقل دولي كبير؟ وما الذي يمنع المغرب من الاستفادة من الكثير من أبنائه، في وقت ظل كثيرون ينتقدون الغياب المغربي عن دائرة القرار في «الكاف» بعد أن تقدمت وزارة الشباب والرياضة بطلب لتأجيل تنظيم كأس إفريقيا للأمم 2015، الذي قابله عيسى حياتو، رئيس الاتحاد الإفريقي بالرفض؟ إن المتوكل اليوم تشكل رأسمال غير مادي، والمفروض الاستفادة من هذا الرأسمال بما يعود بالنفع على الرياضة المغربية، وبالخصوص ألعاب القوى، لأن الحروب الصغيرة لن تخدم أبدا الرياضة المغربية، فخدمتها تتم بالتعاون بين الجميع، وليس بحروب الطوائف. لن يكون بمقدور المغرب دائما أن يتوفر على شخصية رياضية تصل إلى مرتبة نائب رئيس اللجنة الأولمبية، فهناك أبطال مغاربة كثر، لكنهم لم يستطيعوا دخول دهاليز الاتحادات الدولية، ولم يتمكنوا من فهم اللعبة، لذلك الحاجة ملحة إلى الاستفادة من تجربة المتوكل وكل من سار على خطاها ونجح في أن يوجد لنفسه مكانة بارزة عالميا.