يبدو أن سوء التفاهم بين المدرب رشيد الطوسي واللاعب شمس الدين الشطيبي أعمق بكثير مما يتخيله البعض لدرجة أنه يصعب على الطرفين الالتقاء مجددا تحث سقف فريق واحد، وهو الخلاف، الذي بدأ بفريق الجيش الملكي و تواصل عبر وسائل الإعلام ثم بأرضية الملاعب، حيث أشار الطوسي إلى أنه لن يعتمد على لاعب يلعب فقط بالإسم، في الوقت الذي قدم الشطيبي كل ما في جعبته في مبارتي الوداد الرياضي و الجيش الملكي برسم منافسات كأس العرش، محاولا بذلك بعث رسالة مباشرة إلى الطوسي أنه مازال في قمة عطائه. اعتقد الطوسي أنه تخلص من اللاعب بعد إبعاده من فريق الجيش الملكي، وظن الشطيبي أن التحاقه بالمغرب الفاسي بداية الموسم راحة من ملاحظات المدرب، وهو الذي كان يأمل ختم مسيرته الكروية بالقلعة الصفراء، حيث بادر، بمجرد توقيعه ل»الماص»، إلى اقتناء شقة بوسط المدينة بهدف الاستقرار، لكن لا أحد توقع أن يجتمعا مرة أخرى تحت سقف فريق منح للطرفين أغلى ما يتمناه المدرب و اللاعب ألا وهو التتويج بثلاثية ستظل راسخة في أذهان المجموعة التي شاركت في ذلك الإنجاز وليس فقط في ذهن الطوسي و الشطيبي. بمجرد الإعلان عن اسم رشيد الطوسي مدربا جديدا لفريق المغرب الفاسي، أعرب شمس الدين الشطيبي عن رغبته في الرحيل وتغيير الأجواء، وحجته في ذلك تفادي صدام جديد مع الطوسي، مبادرا في الوقت ذاته إلى إطلاق تصريحات هنا و هناك مفادها استحالة استمراره تحث إشراف مدرب سبق أن أهانه حسب تعبيره. بدورها، تصريحات الطوسي لم تكن لتبعث الارتياح في نفسية اللاعب، واتسمت ب»الحياد السلبي» وإن حاول تناول خلافه مع الشطيبي بمنطق الاحتراف، حيث اكتفى بالإشادة بأخلاق اللاعب، وأكد أن العطاء داخل رقعة الميدان هو المحدد الوحيد للرسمية داخل التركيبة البشرية للفريق «الأصفر» و «الأسود»، على أن تكون معاملته مماثلة لبقية اللاعبين. منطق الاحتراف، يفرض على اللاعب الالتزام بالعقد الذي يربطه بالنادي بغض النظر على اسم المدرب الذي يشرف أو سيشرف على الفريق، ويفرض على المدرب أن يُجدد علاقته باللاعب ونسيان كل خلاف سابق، وهو المنطق ذاته، الذي يستوجب على المكتب المسير التعامل به من أجل تقريب وجهات النظر بين الطرفين لا اختيار الطريق السهل. لا شيء من ذلك حدث في حالة شمس الدين الشطيبي، الذي سارع إلى الإعلان عن نيته في الرحيل، واقتصر الطوسي، حين الحديث عن علاقته المرتقبة باللاعب، على الاستدلال بأسماء كبيرة جلست في دكة الاحتراف، فيما اكتفى المكتب المسير بلعب دور المراقب في انتظار قدوم الطوسي من الديار المقدسة وعقد اجتماع مع الشطيبي. رد فعل الطاقم المساعد، بقيادة شكيب جيار، لم يتأخر و أسقط اسم اللاعب من اللائحة التي شاركت في مباراة القنيطرة، وهو الإسقاط الذي برره شكيب جيار بعدم جاهزية اللاعب من الناحية النفسية، وإن كان جيار يعترف بدور الشطيبي داخل المجموعة خصوصا بعد التجربة التي راكمها رفقة أندية كبيرة. وضعية الفريق الفاسي في الوقت الراهن، تحتم على المكتب المسير اتخاذ القرار الصائب، الذي من شأنه أن يصب في مصلحة الفريق أولا وأخيرا دون محاولة إرضاء طرف على حساب طرف آخر، على أن لا يبادر في اختيار الحل السهل، سيما أن مجرد تواجد الشطيبي داخل تشكيلة الفريق الفاسي في حد ذاته إضافة، في ظل تمسك الأندية الوطنية بذوي الخبرة. كريم شوكري