أوضح مدير أكاديمية «البارصا» لكرة القدم بالدار البيضاء، غابريال هشام اكديرة، أن فكرة إنشاء أكاديمية الفريق الكتالوني لكرة القدم، بالمغرب والتي تعد الأولى من نوعها في شمال إفريقيا، جاءت لعدة أسباب أبرزها، الشعبية الكبيرة التي يتميز بها فريق افس برشلونة بالمغرب، لدى المغاربة من جهة، ثم للبنية التحتية التي أصبح المغرب يتوفر عليها ولرغبة مسؤولي برشلونة في اكتشاف المواهب الكروية، التي يزخر بها المغرب وشمال افريقيا من جهة ثانية. وقال غابريال هشام، في حوار أجرته معه «المساء»، أن الافتتاح الرسمي للأكاديمية، حدد في الأسبوع الأول من يناير الجاري، وأنه سيشهد حضور مسؤولي الفريق وكذا كارلوس بويول، العميد السابق للنادي الكاتالوني، وبعض النجوم وعدة مسؤولين بالفئات العمرية بأكاديمية لاماسيا. وأشار مدير الأكاديمية، إلى أن المدرسة ستشرف عليها أطر إسبانية خالصة، مدعمة بمدربين مغاربة أكفاء قادرة على الانصهار مع العلامة «البارصاوية» لصقل المواهب الكروية للأطفال في تكوين احترافي عصري. - كيف طرحت فكرة إنشاء مدرسة افس برشلونة بالمغرب؟ الفكرة طرحت منذ سنة 2013 عندما كنت في زيارة لدبي، بمناسبة افتتاح مدرسة افس برشلونة، بالامارات العربية المتحدة، حينها قلت لماذا لا يتم افتتاح أكاديمية مماثلة بالمغرب المعروف بحبه لكرة القدم، والشغوف بالأندية العملاقة كالريال و»البارصا»، وأن نكون مثل الإمارات ومصر ونحذو حذوهم بإنشاء أكاديمية البارصا بمدينة الدارالبيضاء؟ مع العلم أن فريق افس برشلونة، كانت له فكرة إنشاء أكاديمية له هو الأخر بشمال إفريقيا سابقا، وعندما فاتحتهم حول الفكرة رحبوا بها، وعندما حضروا إلى المغرب في زيارات خاصة شاهدوا التطور التي عرفته بلادنا على مستوى البنيات التحتية، فكانت الموافقة في يوليوز 2014 على الملف. - استطعتم أن تقنعوا «البارصا» بقبول ملفكم بعد منافسة شرسة من عدة شركات في نفس الاختصاص؟ نعم كان الفوز ببطاقة «البارصا»، بعد تهيئ ملف جد شامل، وأقول لك أمرا هاما وهو أن المسؤولين الإسبان كانوا هم الآخرين يبحثون عن ذوي الكفاءة بالميدان، وكانوا يسألون عن ذوي الاختصاصات في ميدان التكوين بالأكاديميات، مع العلم أنه لدي نفس النهج، حيث أتوفر على دبلوم في التدريب والتسيير الرياضي، كما اقتنعوا كثيرا بأنه ليس لدي فكر تجاري فقط، وإنما كانت لي فكرة التكوين واكتشاف المواهب، أي مشروع رياضي بمعنى الكلمة. - من ساعدك في إخراج هذا المشروع إلى الوجود؟ بصراحة. إن أول من افتتح أكاديمية افس برشلونة خارج اسبانيا، هو مصري يدعى هشام خشن، وله الفضل الكبير في دعمي معنويا ومساعدتي في جميع مراحل تهيئ الملف، وهو الذي أقنعهم بزيارة المغرب، وعندما حلت البعثة بمطار محمد الخامس تفاجأ الوفد، عندما شاهدوا أقمصة نيمار وميسي وغيرهم من النجوم يرتديها الأطفال والشبان في كل مكان، وتيقنوا بعد ذلك بأن معظم المغاربة شغوفون ب»البارصا» حتى النخاع. - تفتتح الأكاديمية في الشهر الجاري، فماهي الخطوات التي ستلي الافتتاح؟ الافتتاح الرسمي سيكون في يناير الجاري وسيحضره، كما قلت لكم مدربون اسبان، لكن هؤلاء المدربين لن يشتغلوا في الأكاديمية لفترة محددة، لأن عملهم يجب أن يستمر على المدى الطويل. من ناحية أخرى بدأنا المرحلة الأولى ببدء عملية التسجيل والاختبارات للولوج والانضمام إلى الأكاديمية، ثم بعد ذلك سيشرع المدربون والتقنيون الإسبان في عملية الانتقاء واختيار المواهب ،الذين سيكون لهم الحق في متابعة دراستهم داخل الأكاديمية، وذلك طيلة الموسم الدراسي الرياضي . - طيب كم عدد الأطفال الذي سيسمح لهم بمتابعة دراستهم بالأكاديمية؟ في الاتفاق الموقع بيننا هناك اتفاق واضح، على أنه ليس مهما عدد اللاعبين الذين سيلتحقون بالأكاديمية، لكن المهم هم إلحاق أكبر عدد من المواهب. ومع ذلك فإننا نسير إلى قبول حوالي 500 طفل تتراوح أعمارهم ما بين 5 و16 سنة. - لكن هناك مواهب حقيقية، لكنها تنحدر من أسر معوزة، وهؤلاء لا يمكنهم دفع مصاريف الالتحاق بالأكاديمية؟ لقد فكرنا في هذا الأمر وقررنا التكفل بمصاريف 21 طفلا ممن ينحدرون من عائلات فقيرة. - هل يمكن لك أن تتحدث لنا عن تكلفة المشروع الاجمالي؟ نعم بكل تأكيد، رغم أنني لم أتوقع أن يطرح علي هذا السؤال(مبتسما). المهم أن كلفة إبرام العقد مع افس برشلونة بلغت 580 مليون سنتيم. - طيب، وماذا عن المبلغ الاجمالي للمشروع؟ المبلغ الإجمالي الذي تم رصده لإخراج الأكاديمية إلى النور بلغ مليار و 200 مليون سنتيم، وتم تأديتها من طرف شركائنا الذين أرادوا الاستثمار في المجال الرياضي والذين نشكرهم بهذه المناسبة. حاوره: خالد نشيد