قررت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، خلال الموسم الدراسي الحالي، إلغاء جميع الكتاتيب القرآنية التي كان مرخصا لها من لدن قطاعات وزارية أخرى، فيما يبدو سعيا إلى ضبط هذا المجال وحمايته من التسيب، وهو ما جعل عدد الكتاتيب القرآنية للموسم الدراسي 2013/2014 يتراجع من 14707 إلى 13609، بعد أن رأت الوزارة الاقتصار على الكتاتيب القرآنية التي يتم فيها تحفيظ القرآن من طرف مدررات ومدررين «حاملين لكتاب الله»، وإلغاء أماكن التحفيظ، «التي تبين أنها في الحقيقة رياض أطفال أو أماكن مرخص لها من طرف قطاعات وزارية أخرى». وقال التقرير الجديد حول التعليم العتيق والكتاتيب القرآنية صدر عن الوزارة إن هذه الأخيرة كلفت 252 مراقبا للكتاتيب القرآنية و25 مؤطرا إداريا، بإحصاء جميع الكتاتيب القرآنية ومدارس التعليم العتيق بجميع عمالات وأقاليم المملكة، وخلص التقرير إلى أن عدد مراكز تحفيظ القرآن بلغ 1707 مراكز، 1560 منها داخل المساجد أو ملحقة بها، بما نسبته 91.39 في المائة، و147 منها مستقلة عن المساجد، بنسبة 8.61 في المائة، وبلغ عدد المراكز الموجودة في المجال الحضري 1263 مركزا للتحفيظ، بينما بلغ عدد المراكز في المجال القروي 444 مركزا. ولوحظ أن جهة سوس ماسة درعة تستوعب القسط الأكبر من الكتاتيب القرآنية، بنسبة 27.50 في المائة، تليها جهة مراكش تانسيفت، بنسبة 20.76 في المائة. وبلغ عدد المتمدرسين بالكتاتيب القرآنية 376635 متمدرسا، نسبة الإناث منها 31.38 في المائة. وعرف التقرير مدارس التعليم العتيق بأنها المؤسسات المنخرطة في قانون التعليم العتيق، التي تعمل بنظام الدراسة والامتحانات، وهي ما كان يصطلح عليها سابقا بالمدارس المصنفة، أما الكتاتيب القرآنية فهي المؤسسات التي تعنى بتحفيظ القرآن الكريم من طرف مدررات ومدررين حاملين لكتاب الله، وكان يصطلح عليها بالمدارس غير المصنفة. وقد بلغ عدد مدارس التعليم العتيق حسب الإحصاء السنوي برسم السنة الدراسية الحالية 291 مدرسة، 53.61 في المائة منها توجد في المجال القروي. وكما هو الشأن بالنسبة للكتاتيب القرآنية استأثرت جهة سوس ماسة درعة بالقسط الأوفر، إذ إن 31.27 في المائة من هذه المدارس تتمركز بهذه الجهة، تليها جهة طنجةتطوان بنسبة 20.96 في المائة. وقال التقرير إن 61.17 في المائة من هذه المدارس العتيقة ملحقة بالمساجد، مما يؤكد، حسب التقرير، ارتباط التعليم العتيق بالمسجد. وبلغ عدد المتمدرسين بهذه المدارس 21585 تلميذا وطالبا، 48.03 في المائة منهم يوجدون في جهتين هما جهة سوس ماسة درعة وجهة طنجةتطوان. أما من حيث التوزيع المجالي، فقد ذكر التقرير أن 53.40 في المائة من هذه المدارس توجد في المجال الحضري، بينما بلغت نسبة تمدرس الفتيات في هذه المدارس فقط 14.21 في المائة. وذكر التقرير أن 3017 مدرسا يشرفون على تأطير المتمدرسين بالتعليم العتيق، بمعدل مدرس واحد لكل ثمانية تلاميذ تقريبا، فيما لا يتجاوز عدد الأطر الإدارية والأعوان والمستخدمين بهذه المدارس 1522 فردا، أما نسبة المدرسات بهذه المدارس فهي لا تتجاوز 11.86 في المائة من عدد المدرسين. ويبلغ عدد المتمدرسين بأماكن تحفيظ القرآن الكريم 410 آلاف و471 تلميذا وتلميذة، تمثل نسبة الإناث منهم 33.56 في المائة، بينما لا يتجاوز عدد ذوي الاحتياجات الخاصة 1 بالمائة، كما أن 88.87 في المائة من مجموع المتمدرسين لا يتجاوز سنهم 18 سنة، 35.11 في المائة منهم يتواجدون بالوسط الحضري، رغم أن عدد أماكن تحفيظ القرآن الكريم في هذا الوسط لا يمثل سوى 17.33 في المائة. كما أوضح التقرير أن 56.28 في المائة من المكلفين بتحفيظ القرآن الكريم يعتمدون النمط التقليدي «اللوح» في طريقة التحفيظ، فيما يعتمد 13.28 في المائة منهم الطريقة العصرية، ويجمع 30.44 في المائة بين الطريقة التقليدية والعصرية.