أصابت «الإنفلونزا الإسبانية» بين 1918 و1919 شريحة كبيرة من سكان العالم وتسببت في وفاة ما لا يقل عن أربعين مليون شخص حسب منظمة الصحة العالمية. ظهر المرض بسرعة مذهلة وبشكل تسبب في موت المرضى في غضون ساعات من بداية ظهور أعراض العدوى، وبشكل سريع كان فيروس 1918 يقضي على طرق الدفاع الموجودة في الجسم وكان السبب الرئيسي للموت بين مرضى الإنفلونزا الذي يغير جيناته باستمرار، و بدلا من ذلك يسبب الفيروس نزيفا شديدا في الرئتين ويغرق المريض في سوائل جسده. اثر الوباء على الجميع، ربع الولاياتالمتحدة وخمس سكان العالم التقطوا عدوى الإنفلونزا، وكان من المستحيل الهروب من المرض. حتى الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون التقط العدوى في 1919 عندما كان يتحاور حول اتفاق «فيرساي» في نهاية الحرب العالمية. وهؤلاء الذين كانوا محظوظين بما فيه الكفاية للهروب من المرض اضطروا إلى المعاملة مع الصحة العامة و الخدمات للحد من انتشار المرض من جديد. لم تستطع المحلات الإغلاق، وتم تقدير الجنازات بمعدل جنازة كل 15 دقيقة و كانت بعض محطات القطار تطالب بالشهادة الصحية و التي لا تستطيع الركوب بدونها. ووقعت الغرامات على كل من تهاون في المواظبة على التطعيم الدوري وسبل الوقاية والاحتياط ضد المرض. وظهرت سنة 1957 الحمى الأسيوية وتسبّبت في وفاة حوالي 70 ألف شخص في الولايات المتّحدة. تم التعرف على أول حالة في الصين أواخر فبراير 1957، قبل أن تمتد الحمى الأسيوية إلى الولايات المتّحدة بحلول شهر يونيو 1957. بعد أحد عشر عاما، ظهرت إنفلونزا «هونغ كونغ» وسبّبت حوالي 34.000 وفاة في الولايات المتّحدة سنة 1969. بعد فترة سلام غابت فيها الأوبئة في العالم امتدت لأزيد من ثلاثين عاما، ظهر سنة 2003 وباء الالتهاب الرئوي الحاد اللا نمطي «سارس» في الصين ليحصد ثمانية آلاف شخص بها، وأدى إلى وفاة أكثر من 800 شخص في العالم. وعاد فيروس إنفلونزا الطيور «إش 5 ان 1» ليفتك بأكثر من 250 شخصاً معظمهم في جنوب شرق آسيا منذ ظهوره عام 2003. وفي تقرير عن تهديد إنفلونزا الطيور قال البنك الدولي إن دراسات حول أوبئة الإنفلونزا تشير إلى أن أي وباء جديد قد يسبب بين 100 و200 ألف حالة وفاة في الولاياتالمتحدة وحدها، وهو ما يعني خسائر اقتصادية هناك تتراوح بين 100 مليار و200 مليار دولار.