يوسف أيت أقديم يكتب: هل تٌنذر إدانة مارين لوبان بنهاية الديمقراطية في فرنسا؟    الجيش الملكي يرفع التحدي أمام بيراميدز المصري في ربع نهائي الأبطال    أكثر من 1500 شخص يستفيدون من عفو ملكي بمناسبة عيد الفطر    الادخار الوطني بالمغرب يستقر في أكثر من 28 في المائة على وقع ارتفاع الاستهلاك    انخفاض جديد مرتقب في أسعار الغازوال بداية أبريل    أمير المؤمنين يؤدي صلاة عيد الفطر بمسجد أهل فاس بالرباط ويتقبل التهاني بهذه المناسبة السعيدة    مسيرة حاشدة في طنجة تُحيي عيد الفطر تضامناً مع غزة    الرئيسان الفرنسي والجزائري يؤكدان عودة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها بعد أشهر من التوتر    أكثر من 122 مليون قاصد للحرمين الشريفين في شهر رمضان للعام 1446    العفو الملكي يشمل عبد القادر بلعيرج بعد 17 عامًا من السجن بتهمة الإرهاب    الجيش يختتم الاستعدادات في القاهرة    منتخب الفتيان يستعد لمواجهة زامبيا    أكثر من 122 مليون مسلم اعتمروا بالحرمين الشريفين في شهر رمضان    عامل إقليم بولمان يؤدي صلاة عيد الفطر وسط حشود كبيرة من المصلين بمصلى ميسور    اختتام فعاليات الدورة الرابعة لملتقى تجويد وحفظ القرآن الكريم في اكزناية    العيد: بين الألم والأمل دعوة للسلام والتسامح    بعد إدانتها.. التجمع الوطني الفرنسي يطلق عريضة لدعم لوبان    الطقس غدا الثلاثاء.. سحب كثيفة وأمطار متفرقة    ارتفاع عدد الحجاج والمعتمرين إلى 18.5 مليون في 2024    الجزائر ترضخ للضغوط الفرنسية وتنهي أزمتها مع باريس    القهوة في خطر.. هل نشرب مشروبًا آخر دون أن ندري؟    حادث خطير في طنجة يوم العيد.. إصابة شابين في اصطدام دراجة نارية بسيارة مركونة    في ظل تراجع الصادرات إلى المغرب.. مربو المواشي الإسبان يطالبون بفتح أسواق جديدة    تعزيزات مشددة ليلة عيد الفطر تحبط محاولات للهجرة السرية إلى سبتة المحتلة    كأس أمم إفريقيا لأقل من 17 سنة (الجولة 1/المجموعة 1).. منتخب زامبيا يفوز على تنزانيا (4-1)    "المطارات" ينبه إلى التحقق من رحلات    ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال ميانمار إلى 2065 قتيلا    اتفاق ينصف حراس أمن مطرودين    الإمارات تقضي بإعدام قتلة "كوغان"    الجيش الملكي في اختبار صعب أمام بيراميدز بالقاهرة    أجواء روحانية في صلاة العيد بالعيون    المصور محمد رضا الحوات يبدع في تصوير إحياء صلاة عيد الفطر بمدينة العرائش بلمسة جمالية وروحية ساحرة    ترامب يزور السعودية منتصف ماي المقبل    ست حالات اختناق بسبب غاز أحادي أكسيد الكربون ليلة عيد الفطر    نبيل باها: الانتصار ثمرة عمل طويل    الملك محمد السادس يؤدي صلاة عيد الفطر المبارك بمسجد أهل فاس بالمشور السعيد بالرباط    الملك محمد السادس يتوصل بتهانئ ملوك ورؤساء وأمراء الدول الإسلامية بمناسبة عيد الفطر المبارك    وكالة بيت مال القدس تتوج عمليتها الإنسانية الرمضانية في القدس بتوزيع 200 كسوة عيد على الأيتام المكفولين من قبل المؤسسة    كأس العالم لسلاح سيف المبارزة بمراكش: منتخبا هنغاريا (ذكور) والصين (سيدات) يفوزان بالميدالية الذهبية في منافسات الفرق    صفقة ب367 مليون درهم لتنفيذ مشاريع تهيئة وتحويل ميناء الناظور غرب المتوسط إلى قطب صناعي ولوجستي    ما لم تقله "ألف ليلة وليلة"    إشباع الحاجة الجمالية للإنسان؟    لماذا نقرأ بينما يُمكِننا المشاهدة؟    عفو ملكي عن عبد القادر بلعيرج بمناسبة عيد الفطر 1446 ه.. من هو؟    مطالب لربط المسؤولية بالمحاسبة بعد أزيد من 3 سنوات على تعثر تنفيذ اتفاقية تطوير سياحة الجبال والواحات بجهة درعة تافيلالت    طواسينُ الخير    ادريس الازمي يكتب: العلمي غَالطَ الرأي العام.. 13 مليار درهم رقم رسمي قدمته الحكومة هدية لمستوردي الأبقار والأغنام    كأس إفريقيا.. المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة يطيح بأوغندا بخماسية نظيفة    المعهد العالي للفن المسرحي يطلق مجلة "رؤى مسارح"    الموت يفجع الكوميدي الزبير هلال بوفاة عمّه    دراسة تؤكد أن النساء يتمتعن بحساسية سمع أعلى من الرجال    منظمة الصحة العالمية تواجه عجزا ماليا في 2025 جراء وقف المساعدات الأمريكية    تعرف على كيفية أداء صلاة العيد ووقتها الشرعي حسب الهدي النبوي    انعقاد الدورة الحادية عشر من مهرجان رأس سبارطيل الدولي للفيلم بطنجة    الكسوف الجزئي يحجب أشعة الشمس بنسبة تقل عن 18% في المغرب    هيئة السلامة الصحية تدعو إلى الإلتزام بالممارسات الصحية الجيدة عند شراء أو تحضير حلويات العيد    أكاديمية الأوسكار تعتذر لعدم دفاعها وصمتها عن إعتقال المخرج الفلسطيني حمدان بلال    تحذير طبي.. خطأ شائع في تناول الأدوية قد يزيد خطر الوفاة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الانكماش.. خطر جديد محدق بالاقتصاد الوطني
نشر في المساء يوم 11 - 12 - 2014

الوضعية ‬التي ‬يعيشها ‬الاقتصاد ‬الوطني ‬حاليا ‬مثيرة ‬للغاية، ‬فالقرارات ‬الكبرى ‬التي ‬اتخذتها ‬الحكومة ‬في ‬اتجاه ‬رفع ‬الدعم ‬عن ‬المحروقات ‬والزيادة ‬في ‬أسعار ‬الكهرباء، ‬كان ‬لها ‬أثر ‬عكسي ‬على ‬الأسعار، ‬إذ ‬في ‬الوقت ‬الذي ‬كان ‬ينتظر ‬الجميع ‬ارتفاعها ‬إلى ‬مستوى ‬قياسي، ‬ظلت ‬الأسعار ‬جامدة، ‬بل ‬وبدأت ‬تأخذ ‬منحى ‬انخفاضيا ‬غريبا، ‬يؤشر ‬على ‬دخول ‬المغرب ‬في ‬مرحلة ‬من ‬الانكماش، ‬خاصة ‬أن ‬البحث ‬الدائم ‬للظرفية ‬لدى ‬الأسر، ‬أكد ‬أن ‬هذه ‬الأخيرة ‬متشائمة ‬وأن ‬طلبها ‬على ‬الشراء ‬في ‬انخفاض ‬متواصل.‬
منحى ‬جديد ‬بدأ ‬يأخذه ‬الاقتصاد ‬الوطني ‬خلال ‬الشهور ‬الأخيرة، ‬فالمخاوف ‬من ‬موجات ‬الغلاء ‬والارتفاعات ‬المتوالية ‬في ‬الأسعار ‬تبخرت ‬فجأة، ‬وحلت ‬محلها ‬مخاوف ‬من ‬الانكماش ‬وانهيار ‬الأسعار، ‬في ‬ظل ‬المنحى ‬الانخفاضي ‬الكبير ‬لمعدل ‬التضخم، ‬الذي ‬لم ‬يعد ‬يتجاوز ‬0.‬3 ‬في ‬المائة ‬حاليا.‬ ‬ما ‬ينبئ ‬بأن ‬2015 ‬ستكون ‬بلا ‬منازع ‬سنة ‬الركود ‬والكساد ‬الاقتصادي ‬بامتياز.‬
‬تحذيرات ‬من ‬المركز ‬المغربي ‬للظرفية ‬
قبل ‬أيام ‬قليلة، ‬صدرت ‬نشرة ‬مثيرة ‬للمركز ‬المغربي ‬للظرفية، ‬حذر ‬من ‬خلالها ‬من ‬أن ‬المغرب ‬معرض ‬خلال ‬الشهور ‬المقبلة ‬لشبح ‬انهيار ‬الأسعار ‬والنمو ‬الاقتصادي ‬وارتفاع ‬معدلات ‬البطالة.‬
وقال ‬المركز ‬في ‬نشرته ‬الإخبارية ‬إن ‬مستوى ‬التضخم، ‬الذي ‬يقاس ‬بتطور ‬مؤشر ‬الأسعار ‬عند ‬الاستهلاك، ‬استقر ‬في ‬حدود ‬0.‬3 ‬في ‬المائة ‬خلال ‬الأشهر ‬العشرة ‬الماضية ‬من ‬السنة ‬الجارية، ‬مقابل ‬2.‬1 ‬في ‬المائة ‬خلال ‬الفترة ‬نفسها ‬من ‬سنة ‬2013، ‬مؤكدا ‬أن ‬هذه ‬الوضعية ‬غير ‬المسبوقة ‬تطرح ‬أكثر ‬من ‬علامة ‬استفهام، ‬خاصة ‬في ‬ظل ‬اتخاذ ‬الحكومة ‬إجراءات، ‬من ‬قبيل ‬رفع ‬الدعم ‬عن ‬المحروقات ‬والزيادة ‬في ‬أسعار ‬الكهرباء، ‬كان ‬من ‬المفروض ‬أن ‬تدفع ‬في ‬اتجاه ‬ارتفاع ‬الأسعار ‬وليس ‬انهيارها.‬
وأضاف ‬المصدر ‬ذاته ‬أن ‬التأثيرات ‬التي ‬تم ‬تسجيلها ‬لعملية ‬رفع ‬الدعم ‬عن ‬المحروقات ‬على ‬كلفة ‬الإنتاج ‬والأسعار ‬عموما ‬لم ‬تتجاوز ‬1 ‬في ‬المائة، ‬مشيرا ‬إلى ‬أن ‬المعطيات ‬المتوفرة ‬حاليا ‬تؤكد ‬تطور ‬الأثمان ‬عند ‬الإنتاج ‬وأثمان ‬الاستهلاك ‬بنفس ‬الوتيرة ‬والمستوى، ‬ولا ‬تعكس ‬التداعيات ‬التي ‬كان ‬من ‬المفروض ‬أن ‬تحدث ‬بعد ‬أن ‬نفضت ‬الحكومة ‬يدها ‬من ‬دعم ‬المحروقات.‬
وحاول ‬المركز ‬المغربي ‬للظرفية ‬الاقتصادية ‬في ‬نشرته ‬البحث ‬عن ‬تفسير ‬لهذه ‬الوضعية ‬التي ‬لم ‬تتأثر ‬فيها ‬الأسعار ‬لا ‬برفع ‬الدعم ‬عن ‬المحروقات، ‬ولا ‬بالزيادة ‬في ‬أسعار ‬الكهرباء ‬ولا ‬بارتفاع ‬التكاليف ‬الاجتماعية ‬المرتبطة ‬بالأجور، ‬ولا ‬بغلاء ‬المواد ‬الأولية ‬المستوردة ‬من ‬الخارج، ‬حيث ‬وجد ‬أن ‬هناك ‬تفسيرين، ‬أولهما ‬يتعلق ‬بخفض ‬الشركات ‬لهوامش ‬أرباحها ‬واستثماراتها، ‬وهي ‬الحالة ‬التي ‬ترتبط ‬عادة ‬بالفترات ‬التي ‬تشهد ‬فيها ‬الأسعار ‬انهيارا، ‬وثانيهما ‬يتعلق ‬بالظرفية ‬لدى ‬الأسر، ‬والتي ‬كشف ‬التقرير ‬الأخير ‬للمندوبية ‬السامية ‬للتخطيط، ‬أنها ‬تشهد ‬نوعا ‬من ‬التشاؤم ‬وتدفع ‬إلى ‬تقليص ‬الاستهلاك ‬والنفقات.‬
وأشار ‬المركز ‬المغربي ‬للظرفية ‬إلى ‬أن ‬تخوف ‬الأسر ‬من ‬ارتفاع ‬مستوى ‬البطالة، ‬لعب ‬هو ‬الآخر ‬دورا ‬مهما ‬في ‬تقليص ‬مستوى ‬الاستهلاك، ‬خاصة ‬أن ‬تقارير ‬المندوبية ‬تكشف ‬أن ‬76 ‬في ‬المائة ‬من ‬الأسر ‬تتوقع ‬ارتفاعا ‬في ‬عدد ‬العاطلين ‬خلال ‬12 ‬شهرا ‬المقبلة، ‬مقابل ‬75.‬2 ‬في ‬المائة ‬في ‬الفصل ‬السابق ‬و77 ‬في ‬المائة ‬في ‬نفس ‬الفترة ‬من ‬السنة ‬الماضية.‬
واعتبر ‬مركز ‬الظرفية ‬أن ‬هذه ‬الوضعية ‬المتميزة ‬بانهيار ‬الأسعار ‬وانخفاض ‬الطلب ‬والاستهلاك ‬وتباطؤ ‬الإنتاج ‬ستؤدي، ‬لا ‬محالة، ‬إلى ‬نتائج ‬سلبية ‬على ‬النمو ‬الاقتصادي ‬خلال ‬الفترة ‬المقبلة، ‬ما ‬يتطلب ‬إعادة ‬النظر ‬في ‬السياسات ‬المتبعة ‬من ‬طرف ‬الحكومة ‬على ‬المستوى ‬الماكرواقتصادي.‬
الانكماش.. ‬هبوط ‬متواصل ‬للأسعار
ما ‬تحدث ‬عنه ‬المركز ‬المغربي ‬للظرفية ‬مقلق ‬للغاية، ‬خاصة ‬أنه ‬يهم ‬ظاهرة ‬الانكماش ‬الاقتصادي، ‬الذي ‬يعني ‬الهبوط ‬المتواصل ‬في ‬المستوى ‬العام ‬للأسعار، ‬والذي ‬تتمثل ‬خطورته ‬في ‬أنه ‬قد ‬يخلق ‬توقعات ‬انكماشية ‬تقود ‬المستهلكين ‬إلى ‬تأجيل ‬الاستهلاك ‬انتظارا ‬لأسعار ‬أقل ‬في ‬المستقبل، ‬وتؤدي ‬بالشركات ‬إلى ‬تأخير ‬أو ‬إلغاء ‬الاستثمارات ‬بسبب ‬الخسائر ‬المتوقعة ‬في ‬الرأسمال ‬وهامش ‬الربح ‬المتقلص ‬بسبب ‬نقص ‬القوة ‬الشرائية. ‬وهنا ‬تكون ‬دائرة ‬الانكماش ‬المفرغة، ‬فالهيئات ‬المالية، ‬ردا ‬على ‬الأسعار ‬الأقل، ‬تحتاج ‬لتخفيض ‬أسعار ‬الفائدة ‬الطبيعية ‬لكي ‬تواجه ‬الزيادة ‬في ‬المعدل ‬الحقيقي ‬لأسعار ‬الفائدة، ‬أو ‬حتى ‬تقلل ‬المعدل ‬الحقيقي ‬من ‬أجل ‬إنعاش ‬الطلب. ‬
غير ‬أنه ‬إذا ‬لم ‬ينجح ‬إنعاش ‬الطلب ‬قبل ‬الوصول ‬بسعر ‬الفائدة ‬الحقيقي ‬إلى ‬الصفر، ‬كما ‬وقع ‬في ‬بعض ‬البلدان ‬سابقا، ‬لا ‬تبقى ‬السياسة ‬المالية ‬فعالة ‬في ‬منع ‬معدل ‬سعر ‬الفائدة ‬الحقيقي ‬من ‬الارتفاع، ‬ونتيجة ‬لذلك ‬قد ‬يقع ‬الاقتصاد ‬في ‬شرك ‬الانكماش ‬مع ‬زيادة ‬متواصلة ‬في ‬معدلات ‬البطالة.‬
ومما ‬يدعم ‬الطرح ‬القائل ‬بأن ‬الاقتصاد ‬الوطني ‬يتجه ‬فعلا ‬نحو ‬الانكماش، ‬عدم ‬وجود ‬تداعيات ‬كبيرة ‬للقرارات ‬الحكومية، ‬الخاصة ‬بالزيادة ‬في ‬أسعار ‬الماء ‬والكهرباء ‬ورفع ‬الدعم ‬عن ‬المحروقات، ‬على ‬القدرة ‬الشرائية ‬للمواطنين. ‬فرغم ‬أن ‬مذكرة ‬صادرة ‬عن ‬المندوبية ‬السامية ‬للتخطيط ‬أظهرت ‬سابقا ‬أن ‬الرقم ‬الاستدلالي ‬للأثمان ‬عند ‬الاستهلاك ‬ارتفع ‬بين ‬شهري ‬يوليوز ‬وغشت ‬الأخيرين ‬ب0.‬6 ‬في ‬المائة، ‬نتيجة ‬ارتفاع ‬أثمان ‬الماء ‬والتطهير ‬ب12.‬8 ‬في ‬المائة، ‬والكهرباء ‬ب ‬6.‬5 ‬في ‬المائة، ‬والخضر ‬ب ‬5.‬2 ‬في ‬المائة، ‬وهو ‬الأمر ‬الذي ‬انعكس ‬على ‬مؤشر ‬التضخم ‬الأساسي ‬ودفعه ‬إلى ‬الارتفاع ‬ب ‬0.‬8 ‬في ‬المائة ‬مقارنة ‬مع ‬السنة ‬الماضية. ‬إلا ‬أن ‬هذا ‬التأثير ‬سرعان ‬ما ‬خبا ‬وهجه ‬وخف ‬تأثيره.‬
وكانت ‬تفاصيل ‬العقد ‬البرنامج ‬بين ‬الدولة ‬والمكتب ‬الوطني ‬للكهرباء، ‬والذي ‬يروم ‬إنقاذ ‬المكتب ‬وتمكينه ‬من ‬استعادة ‬توازنه ‬المالي، ‬قد ‬حملت ‬أنباء ‬غير ‬سارة ‬للمغاربة، ‬حيث ‬قررت ‬الحكومة ‬الزيادة ‬في ‬أسعار ‬الماء ‬الكهرباء ‬ابتداء ‬من ‬فاتح ‬غشت ‬الأخير ‬من ‬أجل ‬توفير ‬حوالي ‬13 ‬مليارا ‬و950 ‬مليون ‬درهم ‬لدعم ‬مالية ‬المكتب ‬الوطني ‬للماء ‬والكهرباء.‬
وتم ‬تطبيق ‬الزيادات ‬الجديدة ‬على ‬الأشطر ‬التي ‬تفوق ‬100 ‬كيلوواط ‬شهريا ‬بالنسبة ‬للكهرباء، ‬و6 ‬أمتار ‬مكعبة ‬شهريا ‬بالنسبة ‬للماء، ‬وبالتالي ‬تم ‬استثناء ‬الشطر ‬الأول ‬فقط ‬من ‬الزيادات ‬المرتقبة، ‬والذي ‬يهم ‬حوالي ‬4 ‬ملايين ‬و100 ‬ألف ‬من ‬المشتركين، ‬حسب ‬تفاصيل ‬العقد ‬البرنامج.‬
وكشف ‬العقد ‬البرنامج، ‬كذلك، ‬أن ‬المجهود ‬الإجمالي ‬لدعم ‬المكتب ‬سيصل ‬إلى ‬حوالي ‬45 ‬مليار ‬درهم ‬بين ‬2014 ‬و2017، ‬ستتحمل ‬الدولة ‬والمكتب ‬حوالي ‬70 ‬في ‬المائة ‬منه، ‬بينما ‬سيتحمل ‬المشتركون ‬النسبة ‬الباقية ‬من ‬خلال ‬مراجعة ‬أسعار ‬بيع ‬الماء ‬والكهرباء، ‬بالنظر ‬إلى ‬أن ‬الطاقة ‬الكهربائية ‬تباع ‬اليوم ‬بخسارة ‬بلغت ‬أوجها ‬سنة ‬2012 ‬لتصل ‬30.‬2 ‬سنتيما ‬عن ‬كل ‬كيلوواط، ‬أي ‬28 ‬في ‬المائة ‬من ‬تكلفة ‬إنتاج ‬الكهرباء.‬
كما ‬أعلن ‬عبد ‬الإله ‬بنكيران، ‬رئيس ‬الحكومة، ‬عن ‬رفع ‬الدعم ‬الكامل ‬في ‬نهاية ‬الشهر ‬الجاري ‬عن ‬المحروقات، ‬بما ‬فيها ‬الغازوال، ‬والبنزين، ‬والفيول ‬الصناعي، ‬التي ‬كانت ‬تخضع ‬لنظام ‬المقايسة. ‬وأبدى ‬عزمه ‬رفع ‬الدعم، ‬بشكل ‬نهائي، ‬عن ‬غاز ‬‮«‬البوتان‮»‬، ‬الذي ‬قال ‬عنه ‬إنه ‬يستنزف ‬14 ‬مليار ‬درهم ‬من ‬ميزانية ‬الدولة.‬
الأسر ‬متشائمة ‬والطلب ‬في ‬تراجع
يؤكد ‬الخبراء ‬أن ‬الانكماش ‬يرتبط ‬ارتباطا ‬وثيقا ‬بتراجع ‬الطلب، ‬فهو ‬إن ‬صح ‬التقدير ‬تراجع ‬متواصل ‬للطلب، ‬والمثير ‬في ‬هذا ‬الأمر ‬أن ‬البحث ‬الدائم ‬حول ‬الظرفية ‬لدى ‬الأسر، ‬المنجز ‬من ‬طرف ‬المندوبية ‬السامية ‬للتخطيط، ‬قدم، ‬مؤخرا، ‬معطيات ‬مقلقة ‬عن ‬تراجع ‬الطلب ‬وعن ‬أجواء ‬من ‬التشاؤم ‬تسود ‬في ‬أوساط ‬الأسر ‬المغربية.‬
وحسب ‬البحث ‬الدائم، ‬فإن ‬87 ‬في ‬المائة ‬من ‬الأسر ‬المغربية ‬لن ‬تكون ‬قادرة ‬على ‬الادخار ‬خلال ‬12 ‬شهرا ‬المقبلة، ‬في ‬حين ‬أن ‬34.‬2 ‬في ‬المائة ‬من ‬الأسر ‬ستستنزف ‬مدخراتها ‬وتلجأ ‬إلى ‬الاستدانة، ‬بسبب ‬الظرفية ‬الاقتصادية ‬الصعبة.‬
وأكد ‬البحث ‬أن ‬مؤشر ‬ثقة ‬الأسر ‬قد ‬سجل ‬خلال ‬الفصل ‬الثالث ‬من ‬سنة ‬2014 ‬انخفاضا ‬بحوالي ‬0.‬9 ‬نقطة ‬مقارنة ‬مع ‬الفصل ‬الثاني ‬من ‬2014 ‬و ‬ب ‬2.‬3 ‬نقاط ‬مقارنة ‬مع ‬مستواه ‬خلال ‬الفصل ‬الثالث ‬من ‬سنة ‬2013، ‬حيث ‬استقر ‬مؤشر ‬ثقة ‬الأسر ‬خلال ‬الفصل ‬الثالث ‬من ‬سنة ‬2014 ‬في ‬73.‬1 ‬نقطة، ‬مقابل ‬74 ‬نقطة ‬خلال ‬الفصل ‬السابق، ‬و75.‬4 ‬نقطة ‬خلال ‬نفس ‬الفصل ‬من ‬السنة ‬السابقة. ‬
وتعتبر ‬قرابة ‬60 ‬في ‬المائة ‬من ‬الأسر ‬أن ‬مداخيلها ‬تغطي ‬مصاريفها، ‬فيما ‬تستنزف ‬34.‬2 ‬في ‬المائة ‬منها ‬من ‬مدخراتها ‬أو ‬تلجأ ‬إلى ‬الاستدانة، ‬في ‬حين ‬5.‬9 ‬في ‬المائة ‬فقط ‬من ‬الأسر ‬تصرح ‬بتمكنها ‬من ‬ادخار ‬جزء ‬من ‬مدخولها، ‬إذ ‬استقر ‬رصيد ‬مؤشر ‬الوضعية ‬المالية ‬الحالية ‬للأسر ‬في ‬مستوى ‬سلبي ‬وصل ‬إلى ‬28.‬3- ‬نقطة.‬
وحسب ‬المندوبية ‬السامية ‬للتخطيط، ‬فإن ‬83.‬4 ‬في ‬المائة ‬من ‬الأسر ‬المغربية ‬تعتقد ‬أن ‬أثمنة ‬المواد ‬الغذائية ‬قد ‬عرفت ‬ارتفاعا، ‬مقابل ‬85.‬3 ‬في ‬المائة ‬خلال ‬الفصل ‬السابق، ‬و91.‬4 ‬في ‬المائة ‬خلال ‬نفس ‬الفصل ‬من ‬السنة ‬الفارطة. ‬وبالرغم ‬من ‬مستواه ‬السلبي، ‬فقد ‬عرف ‬رصيد ‬هذا ‬المؤشر ‬تحسنا ‬ب ‬2.‬3 ‬نقاط، ‬مقارنة ‬مع ‬الفصل ‬السابق، ‬و ‬ب ‬8.‬7 ‬نقاط ‬مقارنة ‬مع ‬نفس ‬الفصل ‬من ‬2013.‬
أما ‬بخصوص ‬التوقعات ‬المستقبلية ‬لتطور ‬أثمنة ‬المواد ‬الغذائية، ‬فترى ‬78 ‬في ‬المائة ‬من ‬الأسر ‬استمرار ‬ارتفاعها ‬في ‬المستقبل، ‬مقابل ‬79.‬4 ‬في ‬المائة ‬في ‬الفصل ‬الثاني ‬من ‬2014، ‬و76.‬7 ‬في ‬المائة ‬في ‬الفصل ‬الثالث ‬من ‬2013. ‬
من ‬جهة ‬أخرى، ‬تتوقع ‬76 ‬في ‬المائة ‬من ‬الأسر ‬ارتفاعا ‬في ‬عدد ‬العاطلين ‬خلال ‬12 ‬شهرا ‬المقبلة، ‬مقابل ‬75.‬2 ‬في ‬المائة ‬في ‬الفصل ‬السابق ‬و77 ‬في ‬المائة ‬في ‬نفس ‬الفترة ‬من ‬السنة ‬الماضية. ‬وهكذا ‬استقر ‬رصيد ‬هذا ‬المؤشر ‬في ‬مستوى ‬سلبي ‬بلغ ‬68.‬8- ‬نقطة، ‬مسجلا ‬بذلك ‬تدهورا ‬ب ‬2.‬3 ‬نقاط ‬مقارنة ‬مع ‬الفصل ‬السابق، ‬وتحسنا ‬بنقطة ‬واحدة ‬مقارنة ‬مع ‬نفس ‬الفصل ‬من ‬2013. ‬
وتعتبر ‬أكثر ‬من ‬53 ‬في ‬المائة ‬من ‬الأسر ‬أن ‬الظروف ‬غير ‬ملائمة ‬للقيام ‬بشراء ‬سلع ‬مستديمة، ‬في ‬حين ‬أن ‬19.‬5 ‬في ‬المائة ‬ترى ‬عكس ‬ذلك. ‬وبذلك ‬استقر ‬رصيد ‬هذا ‬المؤشر ‬في ‬33.‬1- ‬نقطة، ‬مسجلا ‬تدهورا، ‬سواء ‬مقارنة ‬مع ‬الفصل ‬السابق( ‬4.2- ‬نقاط) ‬أو ‬مع ‬نفس ‬الفترة ‬من ‬السنة ‬الماضية (‬3.5- ‬نقاط. ‬
انهيار ‬أسعار ‬النفط ‬يدعم ‬الانكماش
خلال ‬الأيام ‬الأخيرة، ‬تلقى ‬عالم ‬الاقتصاد ‬والمال ‬صفعة ‬قوية ‬من ‬منظمة ‬الدول ‬المصدرة ‬للنفط (‬أوبك)‬، ‬فالكل ‬كان ‬ينتظر ‬قرار ‬هذه ‬الأخيرة ‬بخفض ‬الإنتاج ‬بعد ‬الهبوط ‬الكبير ‬لأسعار ‬النفط ‬بالسوق ‬الدولية، ‬غير ‬أن ‬المنظمة ‬فضلت ‬التحليق ‬خارج ‬السرب، ‬مقررة ‬عدم ‬خفض ‬إنتاجها، ‬ما ‬أثار ‬العديد ‬من ‬علامات ‬الاستفهام ‬حول ‬هذا ‬القرار، ‬خاصة ‬أنه ‬يسهم ‬في ‬مزيد ‬من ‬الانهيار ‬لأسعار ‬الخام، ‬في ‬ظل ‬زيادة ‬المعروض ‬وقلة ‬الطلب ‬على ‬الذهب ‬الأسود.‬
ويحذر ‬خبراء ‬آخرون ‬من ‬أن ‬الظرفية ‬الحالية، ‬مدعومة ‬بانخفاض ‬أسعار ‬النفط ‬إلى ‬أدنى ‬مستوياتها ‬منذ ‬5 ‬سنوات، ‬تزيد ‬من ‬خطر ‬الانكماش ‬على ‬الاقتصاد ‬العالمي ‬عموما، ‬وعلى ‬أوربا، ‬بشكل ‬خاص، ‬حيث ‬تراجع ‬معدل ‬التضخم ‬إلى ‬0.‬3 ‬في ‬المائة ‬في ‬نونبر ‬الماضي. ‬وفي ‬هذا ‬الإطار ‬يسعى ‬البنك ‬المركزي ‬الأوربي ‬للحيلولة ‬دون ‬دخول ‬منطقة ‬الأورو ‬في ‬الانكماش، ‬إذ ‬كتب ‬المحلل ‬لدى ‬مؤسسة ‬‮«‬سي ‬إم ‬سي ‬ماركتس‮»‬ ‬البريطانية، ‬مايكل ‬هيوسون: ‬‮«‬أنا ‬واثق ‬من ‬أن ‬رئيس ‬البنك ‬المركزي ‬الأوربي ‬ماريو ‬دراغي ‬كان ‬يأمل ‬سرا ‬في ‬أن ‬تساعده ‬أوبك ‬بالإعلان ‬عن ‬خفض ‬كبير ‬في ‬الإنتاج‮»‬ ‬يؤدي ‬إلى ‬زيادة ‬أسعار ‬النفط ‬ورفع ‬التضخم ‬في ‬واردات ‬منطقة ‬الأورو‮»‬.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.