استنفرت الاحتجاجات التي يقودها الطلبة الراغبون في السكن بالحي الجامعي بسطات، عصر أول أمس الخميس، مختلف الأجهزة الأمنية بسطات ومعها عناصر القوات المساعدة التي رابطت بمحيط جامعة الحسن الأول بالمدينة، وأقامت جدارا أمنيا تفاديا لانتقال المسيرة الاحتجاجية التي نظمها المئات من الطلبة إلى ولاية الشاوية ورديغة عبر الطريق الوطنية رقم 9، وذلك للمطالبة بالاستفادة من السكن الجامعي، وهي المسيرة التي رفع خلالها الطلبة المحتجون شعارات تندد بالإقصاء الذي طال مجموعة من الطالبات والطلبة رغم استيفائهم للشروط المطلوبة حسب تعبيرهم، وشهد المركب الجامعي إنزالا أمنيا غير مسبوق، حيث رابطت عدة سيارات خاصة بالشرطة والقوات المساعدة والسلطات المحلية بمكان الاحتجاج لمراقبة الوضع، وتتبع المسيرة الطلابية التي طافت بالطريق المحاذي لمقر الجامعة، قبل أن تتوقف أمام المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير لفتح حلقيات نقاش حول الوضع الذي يعيشه الطلبة والطالبات غير المستفيدين من السكن. وكان عدد من الطلبة والطالبات بجامعة الحسن الأول بسطات قد دخلوا قبل أسابيع في اعتصام مفتوح أمام إدارة الحي الجامعي، وقضوا ليال في العراء، غير مبالين بقساوة الطقس وبرودة المكان، وذلك احتجاجا على حرمانهم من الاستفادة من السكن بالحي الجامعي، بالرغم من توفرهم على كل الشروط الموضوعية على حد قولهم، وأكد الطلبة المعتصمون المدعومون بفصيل التقدم والاشتراكية من خلال حلقيات أقاموها داخل الحي الجامعي، على اتخاذ كل الأشكال النضالية والتصعيدية إلى غاية تحقيق مطلبهم الشرعي المتمثل في ضمان أسرة لهم داخل الحي الجامعي، واستفادة آخر معتصم من السكن بالحي. وأفاد أمين العسري عضو القطاع الطلابي لحزب التقدم والاشتراكية «المساء» أن الاحتجاجات تأتي في إطار الضغط لانتزاع الحق في السكن الجامعي، مشيرا إلى أن الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بن عبد الله قد أجرى مكالمة هاتفية مع وزير التعليم العالي للتأكيد على مطلب القطاع الطلابي استنادا على مذكرة وجهت إلى نبيل بن عبد الله من القطاع الطلابي بسطات، تضمنت مجموعة من الاختلالات، وأن عددا من الطلبة يتوفرون على المعايير التي وضعتها الوزارة دون أن يستفيدوا من السكن، وأكد المتحدث على استجابة وزارة التعليم العالي للمطلب وذلك بإضافة سرير خامس بغرف الحي الجامعي بسطات، مما سيمكن من استفادة جميع الطلبة والطالبات المعتصمين من حقهم في السكن، موضحا أن عدة لقاءات قد جرت مع المسؤولين بالجامعة أسفرت على أن هناك مشاريع سكنية بمحيط الجامعة ستخرج إلى حيز الوجود بعد استئناف الأشغال المتعثرة نتيجة عدة مشاكل، وطالب ممثل القطاع الطلابي لحزب الكتاب المشارك في الحكومة الوزارة الوصية بتوفير خطة استباقية، حتى لا تصبح الاحتجاجات سنة مؤكدة يمر منها الطالب الجديد في بداية التحاقه بالجامعة.