رفعت القوات المسلحة الملكية من حالة استنفارها على الحدود الجنوبية للمملكة على خلفية المناورات العسكرية التي أجرتها ميليشيات تابعة لجبهة البوليساريو أول أمس استعملت فيها الذخيرة الحية، وأخرجت معداتها العسكرية الثقيلة لأول مرة منذ سنوات، في الوقت الذي أوضح قياديون في الجبهة أن المناورات بالذخيرة الحية جاءت للاستعداد للرد على ما وصفوه بسياسة «المماطلة التي ينتهجها المغرب». وشهدت المناورات تدريب مقاتلي البوليساريو على مهاجمة قوات عسكرية تتمركز خلف جدار رملي، في إشارة إلى الجدار الرملي، الذي سبق للقوات المسلحة الملكية أن أنشأته بأمر من الملك الراحل الحسن الثاني، والذي بلغ طوله 2.360 كيلومتر ووصل ارتفاعه 6 أمتار. والجدار مزود بكاميرات مراقبة ومدفعيات ومحمي بجدار ألغام، وساهم بشكل كبير في الحد من هجمات جبهة البوليساريو قبل وقف إطلاق النار ودخول الجبهة في مفاوضات مع المغرب. ودخل مقاتلو البوليساريو في سيناريو يحاكي الهجوم على قوات متمركزة وراء جدار رملي أقيم للحماية والردع ومزود بالألغام. وتأتي المناورة بالذخيرة الحية تزامنا مع تهديد قيادات في جبهة البوليساريو بالعودة إلى حمل السلاح ضد المغرب في حال لم تتبن الجهود الأممية أطروحة الانفصال التي تروج لها الجبهة بدعم من الجزائر. وكان زعيم البوليساريو قد هدد بأن «الجبهة مستعدة في أي وقت وحين لحمل السلاح، وخوض الحرب ضد المغرب». كما لم يتوان زعماء الجبهة الذين أشرفوا على المناورات العسكرية عن ربط المناورات بالاستعداد للمغرب بسبب تماطله في مسار تسوية قضية الصحراء، حسب تصريحات هؤلاء الزعماء. وتأتي هذه المناورات بعد أيام قليلة عن جولات تفقدية قام بها قادة البوليساريو للوحدات العسكرية المختلفة للوقوف على مدى جاهزيتها، بعد ارتفاع أصوات المطالبين بوقف الهدنة وحمل السلاح، في ظل اليأس الذي يدب في أوساط شباب المخيمات من وعود الجبهة وفشلها في المفاوضات مع المغرب.