فاجأ سعيد الناصري رئيس الوداد الرياضي لكرة القدم المتتبعين بإلغائه لتذاكر المنصة الشرفية في مباراة الديربي التي ستجمع الفريق «الأحمر» بالرجاء، حيث حول ما يقارب 3000 تذكرة إلى دعوات ليس معروفا بعد الوجهة التي ستأخذها، وإن كان من المرجح أنها ستجد الطريق سالكا نحو الكثير من رجال السياسة، وخصوصا رفاق الناصري في البام. لقد ألغى الناصري هذه التذاكر بشكل نهائي، وتم الاقتصار فقط على بيع تذاكر من فئتي 30 درهما للمدرجات المكشوفة و50 درهما للمدرجات الجانبية. وإذا كان قرار الناصري بتخفيض أثمنة التذاكر يحتمل الكثير من القراءات، الإيجابية والسلبية، إلا إن إلغاء تذاكر المنصة الشرفية لا يحتمل إلا قراءة سلبية، فبأي حق يحرم الناصري فئة من الجمهور اعتادت على أن تتابع مباريات الفريق «الأحمر» أو مباريات الديربي من المنصة الشرفية من ممارسة حقها في سوق للتذاكر من المفروض أن يكون مفتوحا، فإذا بها ستجد نفسها اليوم مطالبة إذا أرادت أن تحل بالملعب أن تتابع المباراة من مكان لم تعتد الجلوس فيه، أو لا ترتاح فيه، علما أن من حق الجمهور أن يختار المكان الذي يتابع منه المباراة، لا أن تجد بعض الفئات نفسها مضطهدة وهي تشاهد الديربي من مكان فرض عليها، فماذا سيقول الناصري لهذه الفئة من الجمهور، وهل على الكثير من أفرداها أن يتحولوا إلى «سمايرية» أو «طلابة» أو «قوات احتياطية» أو «انتخابية» حتى يحصلوا على دعوات تمكنهم من الدخول إلى المكان الذي اعتادوا أن يتابعوا منه مباريات الوداد؟ وماذا عن العائدات المالية التي كان من الممكن أن تضخها هذه الفئة في مالية الوداد، هل سيسدد الناصري أثمنة تذاكر الدعوات من ماله الخاص، مع العلم أن المال في الوداد في زمن «البام» لم يعد مشكلا؟ وما الذي سيضمن أن هذه الدعوات لن تستعمل في حملة انتخابية سابقة لأوانها؟ وألا يحمل إلغاء تذاكر المنصة الرسمية نظرة دونية لجمهور الكرة؟ وأليس فيه تمييزا بين جماهير الكرة؟ لم يكشف الناصري عن المبررات التي دفعته إلى إلغاء تذاكر المنصة الرسمية، لكن ما هو أكيد هو أن رائحة السياسة حاضرة، وأن ديربي الأحد المقبل بين الوداد والرجاء سيكون بطعم السياسة، بل وسيحمل الكثير من «الأصالة والمعاصرة».