ضرب نادي الوداد البيضاوي عصفورين بحجر واحد، بفوزه على الصفاقسي التونسي بهدفين لصفر في إياب دور نصف النهائي لكأس عصبة أبطال العرب لكرة القدم، حيث تأهل للمرة الثانية على التوالي إلى المباراة النهائية لكأس العرب، ووضع حدا لسيطرة الفرق التونسية على نظيرتها المغربية. وتمكن الوداد من رد الاعتبار لكرة القدم الوطنية في مواجهاتها للأندية التونسية، حينما أخرج أول أمس السبت النادي الصفاقسي التونسي من المسابقة، بعد هزمه لزملاء كريم النفطي بهدفين دون مقابل، بعد العودة بالتعادل من لقاء الذهاب بتونس بهدف لمثله، وسيلاقي الوداد في التاسع من ماي القادم بالدار البيضاء المتأهل في مباراة الترجي التونسي، ونادي وفاق سطيف الجزائري (التي جرت يوم أمس)، قبل أن يخوض زملاء هشام اللويسي مباراة العودة يوم 21 من الشهر نفسه. وحاول بادو الزكي خوض مباراة الإياب لفريقه مع النادي الصفاقسي بسيناريو مشابه للقاء الذهاب، بعدما استهل المواجهة بنفس التشكيلة التي لعبت في تونس لتفادي كل الطوارئ، لكن الخصم كشف عن أوراق فنية جديدة خلقت العديد من المشاكل للفريق المحلي في الشوط الأول، وكادت تربك حسابات الوداد بالاعتماد على المرتدات وتنظيم العمليات الهجومية من وسط الميدان، دون اللجوء كالمعتاد للعب العرضي صوب نقطة جزاء شباك نادر لمياغري الذي كان متألقا في المباراتين، إذ كان لاعبو الفريق الزائر يبادرون إلى الهجوم بأكبر عدد من اللاعبين للضغط على مرمى لمياغري، والسيطرة على مجريات اللعب أمام محاولات محتشمة للوداد الذي غالبا ما كان مهاجمه مصطفى بيضوضان معزولا عن الآخرين، لكن خطورة هذا السيناريو ألزمت مبكرا الزاكي على القيام ببعض المبادرات بإشراك جويعة كمهاجم ثان مكان المدافع الوالي العلمي الذي منعته الإصابة من إتمام المباراة، لاستغلال سرعة جويعة في إعطاء الإضافة. ونجح بادو في إعادة فريقه إلى المباراة خاصة في شوطها الثاني بعدما شكل لاعبوه مشاكل كثيرة للمنافس وتمكنوا من إحراز هدفين بواسطة البديل جويعة والقناص بيضوضان. وشهدت هذه المباراة حضور العديد من الفعاليات الرياضية في غياب علي الفاسي الفهري، الرئيس الجديد للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وممثلين عن المجموعة الوطنية للنخبة، وسجلت متابعة مبكرة لكل أطوارها للفرنسي روجي لومير المشرف العام على المنتخبات الوطنية الذي حل مبكرا بمركب محمد الخامس دون اصطحابه لمساعده فتحي جمال، إذ خرج الفرنسي مرتاحا لمستوى المواجهة وأعجب من خلال حديثة مع أحد مرافقيه بأداء الحارس نادر لمياغري، ولاعب وسط الميدان يونس المنقاري. وأعجب بالأجواء الاحتفالية التي خلقها مشجعو الوداد في معظم أطوار اللقاء الذي حضرت فيه كل أشكال الفرجة والاستمتاع. وصرح الزاكي خلال الندوة الصحفية، أن التأهل إلى دور النهائي في مباراة فريقه مع النادي الصفاقسي لم يكن سهلا بالنظر إلى قوة المنافس، مبرزا أن لاعبي الوداد نجحوا في التعامل مع اللقاء بنضج كبير لبلوغ التأهل، خاصة وأن الأندية التونسية غالبا ما تخلق المفاجأة خارج قواعدها في مثل هذه المناسبات. وأبرز الزاكي أن الهدف الرئيسي لم يتحقق بعد، إلى حين الحسم في أمر لقب الكأس العربية مشيرا إلى أن مسلسل المواجهات مع الكرة التونسية ما زال مستمرا بما أن كل المعطيات تنم عن أن الوداد سيلاقي في النهائي نادي الترجي التونسي. وسجلت المباراة سوء تنظيم في الأبواب الخارجية وتجسدت الارتجالية والفوضى في منصة الصحافة التي اقتحمها بعض الغرباء عن الجسم الصحفي، ومن طرف المشجعين وبعض الأطفال حيث وجد على إثرها الزملاء الصحافيين صعوبة في إيجاد مقعد للقيام بمهامهم في أجواء ملائمة. كما طالت هذه الفوضى القاعة المخصصة للندوة الصحافية التي تعقب عادة اللقاء، حيث اختلط الحابل بالنابل ووجد رجال الإعلام المغاربة والتونسيون صعوبات في البحث عن الجديد من خلال رد الزاكي على الأسئلة والتي اختلطت بضجيج هؤلاء، حتى إنه أضحى من الصعب فهم كلام الزاكي. لكن من حسن حظ غازي الغرايري مدرب النادي الصفاقسي أنه لم يحضر هذه الندوة، بعدما رفض الامتثال لما تنص عليه قوانين الاتحاد العربي بخصوص إلزامية حضور الندوة الصحافية التي تعقب مباريات كأس عصبة أبطال العرب.