رغم الإعلان مؤخرا عن قرار تجديد أسطول الطاكسيات في العاصمة الاقتصادية، فإن هذا القرار ما زال يثير الكثير من الجدل، خاصة في الشق المرتبط بالدعم والاستغناء عن الطاكسيات الحالية، إذ اعتبر مصدر من مهنيي النقل أن الدعم المقدم لهذه العملية متواضع جدا، كما أنه لا يمكن، حسب رأيه، أن يتم فرض مسألة الاستغناء عن السيارات الحالية. وقال مصطفى الكيحل، الكاتب العام الوطني للفيدرالية الوطنية لمنهيي النقل، في تصريح ل"المساء" أن صاحب الطاكسي القديم سيكون مجبرا على الاستغناء عن سيارته الحالية إن هو أراد الحصول على سيارة جديدة واستعمالها كطاكسي جديد، وأضاف أن حكومة بنكيران كان عليها أن تزيد من حجم الدعم المخصص لهذه العملية، لأن المبلغ الذي تم تحديده لا يمكن أن يفي بالغرض. وأكد الكاتب العام الوطني للفديرالية الوطنية لمهنيي النقل، في التصريح ذاته، أن هناك مشاورات حالية بين مجموعة من مهنيي النقل الطرقي لتحديد الموقف النهائي من هذه العملية، وقال: "حاليا هناك مشاورات بين بعض النقابات الممثلة للقطاع لتحديد الموقف النهائي، إضافة إلى أننا نصر على إصلاح جميع مشاكل القطاع وعدم الاكتفاء فقط بمسألة تجديد أسطول الطاكسيات". من جهة أخرى، يعتبر مجموعة من المواطنين في الدارالبيضاء الإعلان عن تجديد أسطول سيارات الأجرة من النوع الكبير قرارا مهما في الظرفية الحالية وأن على جميع المهنيين الانخراط فيه، لأن الصورة التي يوجد عليها الطاكسي من الحجم الكبير تزيد من تشويه صورة المدينة عموما، وقال أحد المواطنين: "لا يمكن بأي حال الوقوف خلف بعض المبررات من أجل عدم الانخراط في مسلسل تجديد أسطول الطاكسيات احتراما لكرامة سكان المدينة، حيث إن طريقة ركوب الطاكسي الحالي لا تشرف أحدا، ولابد من الاستغناء نهائيا عن السيارات المستعملة حاليا كسيارات الأجرة من النوع الكبير، لأنها بكل بساطة لم تعد صالحة لهذا الغرض. ومنذ سنوات والإشكال المرتبط بتجديد أسطول الطاكسيات يثير الكثير من الجدل في أوساط المهنيين، الذين يؤكدون أنهم مستعدون للانخراط في هذه العملية، إلا أن ذلك لا يجب أن يتم بمعزل عن إصلاح القطاع عموما، وفي هذا السياق يقول مصطفى الكيحل، في تصريح ل"المساء" "نحن لا نطالب سوى بالحوار لتجاوز الإشكاليات الحالية وإننا نسعى إلى عقد لقاء مع رئيس الحكومة للتوصل إلى حلول للمشاكل الحالية". وكان خالد سفير والي الدارالبيضاء، أعلن في وقت سابق أنه في إطار الإجراءات التي تم اتخاذها من أجل تأهيل هذا القطاع سيتم إعطاء الانطلاقة الفعلية لعملية تجديد سيارات الأجرة الصنف الأول (طاكسيات من الحجم الكبير) الاثنين الماضي. وأكد الوالي، في اللقاء ذاته، على ضرورة تكثيف اللقاءات بين مصالح الولاية والمهنيين ووضع برنامج عمل دقيق لترتيب الأولويات والاشتغال عليه ووضع مقترحات عملية يمكن تفعيلها. وشكل اللقاء، حسب البلاغ ذاته، فرصة للمهنيين للتعبير عن آرائهم وتسجيل بعض الملاحظات، خاصة المتعلقة بالتغطية الصحية والسكن والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والنقل السري والعلاقة مع أصحاب المأذونيات وتعثر عملية التعويض عن الزيادة في أسعار المحروقات وتنظيم المحطات والخطوط، وتم تحديد مجموعة من الشروط لتجديد أسطول الطاكسيات في المدينة.