مازال الترقب هو سيد الموقف بخصوص القرارات التي سيصدرها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم «كاف» ضد المغرب، فرغم أن وتيرة التصريحات انخفضت إلا أن ما يجري في الكواليس يكشف بشكل واضح أن حربا خفية تجري داخل دهاليز «الكاف» العميقة يحركها بآلة التحكم عن بعد، عيسى حياتو رئيس الاتحاد الإفريقي لحشر المغرب في الزاوية الضيقة. أول أمس أعلن اتحاد كوسافا الذي يضم بلدان جنوب القارة الإفريقية، رفض رؤساء اتحاداته 15 حضور فعاليات كأس العالم للأندية التي ستنظمها المغرب، تعبيرا منهم بحسب البلاغ الذي أصدروه عن امتعاضهم من عدم تنظيم المغرب لكأس إفريقيا للأمم وتنظيمه بالمقابل ل»الموندياليتو»، الأمر الذي اعتبروه مهينا للقارة الإفريقية، وأيضا لإعلان تضامنهم مع عيسى حياتور رئيس «الكاف». اتحاد كوسافا يضم في عضويته بلدان جنوب إفريقيا وزامبيا وزيمبابوي جنوب إفريقيا وزامبيا وزيمبابوي وأنغولا وموزمبيق ونامبيا ومالاوي وسوازيلاند ومدغشقر وبوتسوانا وموريشيوس وليسوتو وسيشل وتنزانيا وجزر القمر. محرك هذا الاتحاد هي جنوب إفريقيا، حيث يوجد مقره، ولكي نفهم أسباب نزول هذا البلاغ، علينا أن نعود إلى الخطوة التي أقدمت عليها جامعة كرة القدم عندما وجهت دعوات لجميع رؤساء الاتحادات الكروية في إفريقيا لحضور فعاليات كأس العالم للأندية، وهي الخطوة التي حاولت من خلالها الجامعة نسج فصول علاقات قوية مع رؤساء هذه الاتحادات حتى يجد المغرب له موطئ قدم داخل «الكاف»، وهو الأمر الذي ينل رضا عيسى حياتو، حيث اعتبر أن هذه الخطوة ضده وتدخل في سياق حرب تشن ضده لإبعاده من رئاسة «الكاف» بل واعتبر أنها تتم بتنسيق مع ميشيل بلاتيني عدوه اللدود ورئيس الاتحاد الأوربي، لذلك، خرج اتحاد كوسافا الذي يحركه عيسى حياتو كما يشاء، ويضم بلدانا لا ترتبط بعلاقات قوية مع المغرب، ليبعث رسالة إلى من يهمه الأمر في الجامعة الملكية المغربية. لذلك، علينا أن نتوقع خرجات أخرى في المستقبل، فحرب حياتو «قذرة» جدا لأن الأمر يتعلق بمصالح مالية للرجل، وإذا لم يعرف مسؤولو الجامعة لدينا كيف يخوضون هذه «الحرب القذرة» فإن آلة حياتو الطاحنة قد تدهسهم بلا رحمة، تماما كما فعل بلاتير رئيس الاتحاد الدولي مع القطري محمد بن همام.