لم يتردد فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في التأكيد خلال كلمة ألقاها على هامش أشغال الجمعية العمومية للاتحاد العربي لكرة القدم أن غياب المغرب عن دائرة القرار سواء في الاتحاد الإفريقي «الكاف» أو الاتحاد الدولي»فيفا» ليس مقبولا، خصوصا أن المغرب على حد قوله قوة كروية وبلد رائد عربيا وإفريقيا وغيابه يشكل وصمة عار. حسنا فعل لقجع عندما اعترف بأن المغرب غائب عن صناعة القرار الكروي إفريقيا وعالميا، وهذا الاعتراف يمكن أن يشكل مدخلا لتصحيح هذا الوضع، لكن الاعتراف وحده لايكفي، فالتواجد في «الكاف» أو «الفيفا» يحتاج إلى تضافر للجهود و خطة محكمة وإلى شبكة علاقات كبيرة وسند حكومي وديبلوماسي، لذلك، فالعملية لا تقف فقط عند حدود الجامعة، بل إنها أكبر من ذلك بكثير. بالنسبة للمغرب وباستثناء سعيد بلخياط الذي حصل سنة 1988 على عضوية الاتحاد الإفريقي «كاف» قبل أن يفقدها سنة 2004 بتونس فإن أي مسؤول مغربي لم يجرب حظه، بل إن المغرب نهج سياسة الكرسي الفارغ، وحتى أعضاء اللجان ظلوا يغيبون عن الاجتماعات، ناهيك عن أنه كلما تغيرت الجامعة إلا وتم تغيير الأسماء التي لها علاقة سواء ب»الكاف» أو «الفيفا»، مما لايمنح لأي كان تراكما يمكن أن يفيده في المستقبل ويقوي به شبكة علاقاته. في الجزائر مثلا ظل روراوة يتسلق الدرجات، وها هو اليوم عضو في تنفيذية «الكاف» و»الفيفا»، لكن روراوة حصل على هذه المكانة مستندا في ذلك على دعم قوي من النظام الجزائري الذي يفتح صناديقه السوداء وغير السوداء أمام روراوة. لدينا نحن، يجب أن يتم بعناية وبدقة اختيار من يمكن أن يجدوا للمغرب موطئ قدم في «الكاف» و»الفيفا»، على أن يوفر له الدعم من الجامعة ومن وزارة الشباب والرياضة ومن المصالح الديبلوماسية، فعضوية اللجنة التنفيذية ل»الكاف» أو «فيفا» توزن بالذهب، بل إنها تجعل البلد الذي لديه ممثلين من أن يصنع القرار ومن أن يكون على اطلاع بما يجري في فرن «الكاف» أو «الفيفا»، ناهيك عن أن التمثيلية في إفريقيا لها وزن أكبر، لأننا نعرف كيف تجري الأمور داخل «دولة حياتو». ما قاله لقجع يمكن أن يشكل مدخلا لإعادة ترتيب الأمور، شريطة أن يكون الأمر هاجسا مقلقا وان يدخلا ضمن برنامج عمل الجامعة، لا أن يكون قفزة في الهواء في فقط.