انتهت القصة المأساوية لمصابتين بسرطان العظام بوفاتهما بعد أن بقي جهاز «السكانير» بمستشفى ابن سينا بالرباط معطلا لأزيد من ثلاثة أشهر، وهو الأمر الذي حال دون تشخيص حالتهما أو تقديم أي علاج لهما. وكشف مصدر «المساء» أن الوفاتين الجديدتين جاءتا بعد وفاة شخصين منذ أزيد من شهرين بسبب المرض، إذ سبق أن توجهت الحالات المصابة إلى المستشفى، غير أنهم اكتشفوا تعطل الجهاز الذي يعتبر الوحيد من نوعه، رغم أن المستشفى يعرف توافد حالات من طنجة وتطوان والعيون قصد الكشف. وعاشت مصابة بسرطان العظام قصة مأساوية قبل وفاتها نظرا لعوزها وتوفرها فقط على بطاقة «راميد» التي تسمح لها بالعلاج المجاني، إذ كانت رفقة أقاربها تنتظر الموت بعد أن وجدت جميع الأبواب موصدة في وجهها، وبعد أن ظلت تتوافد على مستشفى ابن سينا مرتين كل شهر قصد الكشف عن مرضها بواسطة جهاز «السكانير»، غير أن المسؤولين بالمستشفى كانوا يخبرونها بأن الجهاز معطل، نظرا لعدم وجود إحدى المواد التي يشتغل بها، والتي يتم استيرادها من إحدى الدول الأوروبية. وبعد مرور أزيد من ثلاثة أشهر، تدهورت الحالة الصحية للضحية التي أصيبت بكسر في أحد ذراعيها قبل أن توافيها المنية بسبب المرض، في الوقت الذي مازال جهاز السكانير معطلا، رغم أن مصادر من داخل المستشفى قالت ل«المساء» إن المادة التي يشتغل بها الجهاز الخاص بالكشف عن سرطان العظام توصلت بها المصالح المعنية. فيما كشف مرضى مصابون بسرطان العظام عن أوضاع مأساوية يعيشونها بعد تأخر الكشف عنهم من طرف مستشفى السويسي بالرباط، نظرا لتعطل جهاز «السكانير» الوحيد بالمستشفى. وسبق أن صرحت الضحية قبل أن تفارق الحياة ل»المساء» بأن تعطل الجهاز وعدم تحديد موعد محدد لإصلاحه أو استيراد إحدى المواد الخاصة به، التي قيل إنها تشترى بثمن باهظ، يهدد بموتهم، مضيفة أنها تأتي للمستشفى كل أسبوع من مدينة طنجة، وأنها تعيش الموت البطيء بعد أن أهملتها إدارة المستشفى وصرحت لها بأن الأمر يتعدى صلاحياتها، مضيفة أنها لا تنتظر شيئا غير الموت. وتحدث المصدر نفسه عن المتاجرة في الأدوية الخاصة بالسرطان، التي تمنحها الجمعيات والهيئات الدولية كهبات مجانية، وتقديم وتأخير مواعيد الحصص حسب الثمن، وضعف القدرة الاستيعابية للمستشفى ونقص أطره، كل هذا جعل بعض المرضى يلجؤون إلى حلول من نوع آخر كالاستسلام وانتظار الموت، أو اللجوء إلى الأعشاب والعقاقير الشعبية وحتى الشعوذة والدجل.