بعد نشر المساء لفحوى شكاية سجين معتقل بالقنيطرة، كشف مصدر موثوق ل"المساء" أن جهاز المخابرات المغربي، المعروف اختصارا ب"الديستي"، فتح تحقيقا موسعا، خلال هذه الأيام، حول احتمال تورط بعض الأمنيين التابعين لولاية أمن القنيطرة في قضايا مرتبطة بتجارة المخدرات. وأضاف المصدر أن هذا التحقيق منكب أيضا على تحديد طبيعة العلاقة التي تربط بين رجال أمن ينتمون للمصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بالقنيطرة، وبعض تجار المخدرات المعروفين على الصعيد الجهوي، خاصة بعد توصل عناصر "الديستي" بمعلومات تدين العديد من رجال الشرطة، وتتهمهم بتلقي رشاوى للتستر على مطلوبين للعدالة، ممن لهم سوابق في الاتجار في "الحشيش". واستنادا للمتحدث نفسه، فإن تحريات عناصر إدارة مراقبة التراب الوطني المحلية ستشمل البحث في مصادر ثروات هؤلاء الأمنيين، منها عقارات في بعض المواقع الراقية بالقنيطرة والمهدية، قاموا بتسجيل ملكيتها في أسماء أقاربهم، لإبعاد الشبهات عنهم. وحسب معطيات توصلت بها «المساء»، فإن أحد الأسماء الأمنية المشتبه فيها، سبق أن أشار إليه محكومان بالسجن، بأصابع الاتهام، بعدما أسهبا في فضح سلوكاته المسيئة للجهاز الأمني، من خلال شكايات، توصلت «المساء» بنسخ منها، كان قد وجهها السجينان المذكوران إلى الدوائر العليا المسؤولة. وقال مصدر «المساء» إن تحريك المخابرات لهذا الملف محليا جاء بعد نشر المساء في السابع عشر من أبريل الجاري لفحوى شكاية كان قد وجهها إلى شكيب بنموسى، المعتقل ابراهيم كومرة، رقم اعتقاله 86022، والمدان في ملف جنحي تأديبي عدد 2009/1422، المضموم إلى الملف رقم 2009/1385، والتي اتهم فيها العديد من رجال الأمن، كشف عن أسمائهم، بالتواطؤ مع تاجر مخدرات معروف، وفبركة الوقائع التي أدين من أجلها ابتدائيا بعشر سنوات سجنا نافذا.