توقع عبد الحكيم بنشماش، نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أن يكتسح حزبه الانتخابات الجماعية بالحسيمة المزمع إجراؤها في يونيو المقبل. وقال بنشماش ل«المساء»: «نعمل في أفق اكتساح الانتخابات الجماعية بالحسيمة، والمؤشرات والمعطيات التي تراكمت في الأسابيع الماضية تؤكد أن الحزب استطاع أن يغير موازين القوى السياسية في الريف»، مضيفا: «هناك ميزان قوى جديد يتشكل في الريف عنوانه البارز هو تراجع الأحزاب التقليدية، وانبثاق نخب جهوية جديدة تشتغل بنفس ورؤية جديدين يحتل فيهما البعد الجهوي موقعا مفصليا». توقعات بنشماش باكتساح صناديق الاقتراع في 12 يونيو القادم تأتي في وقت يستكمل فيه الحزب تحركاته في الحسيمة، بتنظيم لقاء تواصلي، يومه السبت، مع ساكنة الإقليم حول الترتيبات والاستعدادات للاستحقاقات الجماعية المقبلة تحت شعار «المغرب غدا بكل ثقة». إلى ذلك، اعتبرت مصادر حزبية في الحسيمة تحركات حزب الهمة، التي بلغت أوجها باستقطاب رئيس المجلس البلدي للمدينة محمد بودرا، الإقليمي للتقدم والاشتراكية، مسيئة إلى العمل السياسي وتزيد من عزوف المواطنين. وقال رابح زعنون، عضو اللجنة المركزية، وعضو الفرع الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بالحسيمة، : «لهم من الإمكانات ما يكفي لتحقيق مآربهم، ويبدو أنهم عازمون على تحقيق ذلك بالنظر إلى درجة الاستقطاب الذي يقومون به»، وأضاف موضحا «داخلين بواحد الشكل قوي كلشي مجند بشكل فظيع، ومخترقين كل شي، وغادين يهرسو كل شي». وأبدى زعنون خشيته من أن تؤدي تحركات حزب الهمة إلى الإساءة إلى العمل السياسي بالمنطقة وتشجيع العزوف السياسي، وقال: «ما أخشاه هو أن العمل الذي تم على صعيد الحسيمة وتطلب زمنا طويلا سيهدم بين عشية وضحاها، مما سينعكس سلبا على ثقة المواطنين في الأحزاب السياسية، ويؤدي إلى إجهاض تجربة سياسية عرفتها المدينة بمشاركة عدة قوى، والإخلال بالتوازنات الموجودة حاليا». وأضاف قائلا في تصريحاته:»إذا كنا ننادي بتخليق الحياة السياسية وإعادة الثقة إلى المواطنين، فإن ما يحدث في الحسيمة انعكس سلبا وأدى إلى السخط على العمل السياسي، بل إلى استياء كبير في صفوف المواطنين». وتتهم مصادر حزبية من التقدم والاشتراكية إلياس العماري مهندس حزب «التراكتور» وحركة لكل الديمقراطيين بشمال المغرب بالعمل على نحو دؤوب، في الفترة الأخيرة، على «استدراج المنتخبين المحسوبين على حزب التقدم والاشتراكية عن طريق عقد لقاءات واتصالات مع هؤلاء المنتخبين وإخبارهم بأن فؤاد عالي الهمة يريد بشكل ملح اللقاء معهم واستقبالهم». من جهته، قال العربي أونزو عن حزب العدالة والتنمية بالحسيمة ل«المساء» إن حزبه ينظر نظرة شك إلى تحركات حزب الهمة في الحسيمة، مشيرا إلى أن من شأنها الإساءة وتمييع العمل السياسي. ولفت المسؤول الحزبي النظر إلى أن العملية الانتخابية في الحسيمة لا تحسم من خلال الانتماء إلى حزب كيفما كانت قناعاته الإيديولوجية وبرامجه الانتخابية، وإنما بوجاهة الأشخاص. وفي تعليقه على اتهامات خصومه السياسيين، قال نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إن التحاق منتمين إلى أحزاب أخرى بالحزب دليل على إفلاس تلك الأحزاب، ومؤشر قوي على وجود أزمة داخل تلك الهيئات السياسية التي أرادت التحول إلى ثكنات عسكرية يحظر على المنتمين إليها تشكيل قناعات جديدة أو تغيير انتماءاتهم السياسية، مشيرا إلى أن رهان الحزب الاستراتيجي هو إقناع النخب الجديدة بالالتحاق بالمشروع. يذكر أن نجيب الوزاني القيادي السابق في الأصالة والمعاصرة، والأمين العام لحزب العهد الديمقراطي، كان قد هاجم، خلال لقاء نظم يوم السبت الماضي بالحسيمة، الهمة وحزبه، وقال إن«الريف لا يخدمه إلا أهل الريف، وإنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقبل أبناؤه بالخطابات السياسية الجوفاء وتكريس سياسة الوعود الكاذبة».