نقلت مصادر إعلامية فرنسية وغربية أن شركة «بيجو ستروين» الفرنسية لصناعة السيارات ستفتتح مركزا للبحث والتطوير في المغرب بالمشاركة مع «ألتران» للاستشارات، في خطوة قد تمهد الطريق نحو إنشاء مصنع لتجميع السيارات على شاكلة مصنع «رونو» لصناعة السيارات بطنجة. وحسب ما نقلته صحيفة «ليزيكو»، فقد تم افتتاح مركز البحث والتطوير خلال شهر شتنبر، وهو يعد أول مركز تابع للمجموعة الفرنسية خارج أوربا. وقالت مصادر الصحيفة الفرنسية المختصة في الشأن الاقتصادي إن «بيجو» ستسند بعض أنشطة البحوث والتطوير إلى المركز الجديد، وهو ما سيستدعي توظيف نحو 1500 مهندس وتقني من المغرب خلال السنتين القادمتين. في المقابل، أشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن «بيجو ستروين» تفكر جديا في افتتاح مصنع منخفض التكلفة بالمغرب، بعد افتتاح المركز الجديد المختص في الأنشطة التقنية، ومنها تصميم السيارات بالكمبيوتر. نفس الخبر نقلته وكالة «رويترز» للأنباء، التي أكدت لها بعض المصادر أن «المغرب في دائرة اهتمام» المجموعة الفرنسية، مضيفة أن المسؤولين المغاربة يجرون «محادثات جادة مع شركات لصناعة السيارات من بينها بيجو ستروين». ويعد افتتاح هذا المركز الجديد بالمغرب خطوة مهمة بالنسبة للمجموعة الفرنسية، لاسيما أن «بيجو ستروين» تواجه صعوبات في المبيعات والإنتاج داخل السوق الأوروبية، نظرا لتراجع الطلب على السيارات متوسطة التكلفة، وتصاعد الطلب على السيارات منخفضة التكلفة، وهو ما تسبب في تراجع أرباح المجموعة وارتفاع مصاريف الإنتاج والتطوير. من جهة أخرى، قال متحدث باسم «بيجو»، في تصريح ل «رويترز»، إنه لا توجد خطط لإنشاء مصنع تجميع لسيارات منخفضة التكلفة، ولم يؤكد الأنباء بشأن مركز الأبحاث في الدارالبيضاء. ويعزى هذا الصمت إلى حساسية الموضوع داخل فرنسا، نظرا لكون مثل هاته الخطوة ستؤثر بشكل مباشر على فرص الشغل بفرنسا. كما أن المجموعة قامت في وقت سابق بتقليص عدد الوظائف في قطاع البحث والتطوير. وفي حال ما قررت المجموعة الفرنسية افتتاح مصنع جديد بالمغرب فإن ذلك سيتسبب في غضب النقابات، وقد تكون له تبعات سيئة على حكومة الرئيس فرانسوا هولاند.