ضاعف تأخر أشغال تشييد القاعة المغطاة بمدينة السمارة من معاناة فريق الوداد المحلي لكرة اليد خلال هذا الموسم، وأرغم على الاستقبال لموسم آخر إضافي بعيدا عن قواعده وعن جمهور الفريق، حيث يضطر لاستقبال منافسيه بمدينة طانطان، في انتظار جاهزية القاعة مع مطلع الموسم المقبل على أبعد تقدير. وكانت أشغال بناء القاعة قد توقفت في وقت سابق بسبب أخطاء تقنية، شأنها في ذلك شأن جميع القاعات التي شيدت أو في طريق التشييد بالجنوب، قبل أن تستأنف الأشغال بها مرة أخرى حيث بلغت نسبة الإنجاز حوالي خمسين في المائة. وستنجز القاعة المذكورة بتكلفة مالية تتجاوز المليار ومائتي مليون سنتيم بدعم مشترك من المجلس الإقليمي للسمارة ووكالة الجنوب ووزارة الشباب والرياضة. ويضطر الفريق للتنقل مسافات طويلة نهاية كل أسبوع من جنوب المملكة في اتجاه طانطان أو في اتجاه وسط البلاد لمواجهة فرق الدار الببيضاء، قاطعا بذلك أزيد من خمسة وعشرين ألف كيلومتر في الموسم الواحد فقط لإجراء مباريات البطولة دون احتساب مساره في كأس العرش. فريق وداد السمارة لكرة اليد الذي يبقى الممثل الوحيد للجهات الثلاث بالأقاليم الصحراوية في بطولة القسم الوطني الأول لكرة اليد، يطمح حسب تصريح رئيسه العدلي الحنفي ل«المساء» إلى تحقيق إنجاز هذا الموسم يغني به خزانة الرياضة بالمنطقة، رغم اعترافه بصعوبة ذلك في ظل الصراع القوي بين أندية شطر الجنوب، وفي غياب الإمكانات المادية الكافية لتسيير الفريق. وأوضح أنه لو لم تتوفر للفريق مساعدات من قبل عامل الإقليم محمد سالم السبطي الذي وعد بإيجاد مستشهرين يدعمون النادي، بعد تمكينه من حافلة صغيرة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية يجري بها تنقلاته حاليا، لكانت معاناة الفريق تضاعفت ولكان غادر القسم الأول، مشددا على أن البعد وطول المسافات يجب أن تقابل بدعم خاص من اللجنة الأولمبية الوطنية لكل الأندية من جنوب المملكة فإذا كانت فرق البيضاء تعاني قبل الوصول إلى طانطان فإن معاناتها تبقى محصورة في مباراة واحدة في الموسم، بينما فريق وداد السمارة يعرف مساره طيلة الموسم معاناة حقيقية يكابدها لوحده. وهي نفس المعاناة التي دفعت بفرق الهواة بالصحراء إلى التوقف عن الممارسة في الأسبوعين الأخيرين. صمن جهته أكد مدرب الفريق مصطفى كرواز أن احتلال الفريق لمراتب متقدمة هذا الموسم ليس مفاجئا لتوفره على لاعبين مميزين من أبناء السمارة، مدعمين بثلاثة لاعبين فقط من خارج المدينة تمكنوا من الانتصار في خمس مقابلات والتعادل في مباراة واحدة ضد الوداد بالبيضاء، رغم تعثرهم في ثلاث مناسبات خارج الميدان. كرة اليد تبقى الوجه الأبرز للرياضة بمدينة السمارة التي تبقى غائبة باستثناء كرة القدم، ألعاب القوى، فنون الحرب وفريق لكرة السلة تأسس حديثا. في انتظار أن يعود فريق وداد السمارة لكرة القدم إلى الواجهة، حيث أضحى المرشح الأبرز للصعود إلى القسم الوطني الأول هواة، بتصدره لمجموعة الصحراء ببطولة القسم الوطني الثاني هواة، خصوصا بعد تعشيب أرضية المركب الرياضي لمدينة السمارة والذي سيشرع في استقبال المباريات بداية من الموسم القادم.