فشل محمد يتيم، الكاتب العام لنقابة الاتحاد الوطني للشغل في المغرب، الذراع النقابي لحزب العدالة والتنمية، في إقناع أتباعه في قطاع الصحة، بالعدول عن قرار المشاركة في الإضراب العام المقرر ليوم غد 29 أكتوبر، وسط إصرار العاملين في القطاع من المنضوين تحت لواء هذه النقابة على التشبث بخيار الإضراب إلى جانب كل من نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، والفدرالية الديمقراطية للشغل والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وهي النقابات التي وقعت مع وزارة الصحة على اتفاق يوليوز 2011، وظلت تنتقد الحكومة على عدم تفعيل ما تضمنه الاتفاق من مقتضيات لصالح شغيلة قطاع الصحة. وقالت المصادر إن قيادة قطاع الصحة التابع لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب قد عقدت اجتماعا طارئا، يوم أول أمس الأحد بالرباط، واستمعت لرسالة هاتفية لمحمد يتيم بعدما لم يتسن له الحضور لهذا الاجتماع، دون أن تقنعها مرافعة يتيم للعدول عن فكرة المشاركة في الإضراب. وأبدى أعضاء المجلس الوطني لقطاع الصحة في نقابة يتيم تمسكهم بالقرار، موردين بأن الحكومة كان عليها أن تجلس إلى طاولة الحوار مع النقابات في القطاع لتدارس الملفات العالقة، وتفعيل مضامين اتفاقية يوليوز 2011، ومسجلين بأنهم كنقابيين غير معنيين بالاعتبارات السياسية والحزبية لقيادات النقابة، باعتبارها مقربة من حزب العدالة والتنمية، والتي تتمسك بالدفاع عن الحكومة بكل الوسائل دون الأخذ بعين الاعتبار مشاكل قطاع الصحة، حيث الشغيلة تعاني من «حيف كبير». وعدد بيان مشترك سابق عددا من المشاكل التي يعانيها القطاع، واتهم الحكومة الحالية بشن العدوان على التقاعد واستهداف القدرة الشرائية للمواطنين، ونعتت قراراتها ب»اللاشعبية»، ما قرئ من قبل عدد من المتتبعين على أن قطاع الصحة بتحالفه مع نقابة شباط، يقود تمردا على محمد يتيم، الكاتب العام للنقابة، وأحد الوجوه البارزة في حزب العدالة والتنمية. وكانت الكتابة العامة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب قد أصدرت بلاغا تعبر فيه على أنها تفاجأت بصدور بلاغ موقع من قبل أربع نقابات وطنية في قطاع الصحة من بينها الجامعة الوطنية لقطاع الصحة المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، تعلن عن إضراب وطني في القطاع، يتصادف مع يوم 29 أكتوبر 2014 وهو موعد الإضراب الوطني الذي دعت إليه مركزيات نقابية من بينها المركزيات التي تنتمي إليها النقابات القطاعية المشار إليها. وقالت الأمانة العامة للنقابة إن مكتبها الوطني قد سبق أن اعتبر بأنه غير معني بالمشاركة في الإضراب العام، كما أنه استبعد إمكانية مشاركة قطاعية في الإضراب، وذلك بحضور عبد القادر طرفاي، الكاتب العام للجامعة الوطنية لقطاع الصحة. واعتبر محمد يتيم، الكاتب العام لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بأن الإعلان عن مشاركة الجامعة الوطنية لقطاع الصحة يتعارض بشكل واضح مع قرار المكتب الوطني في الموضوع، ومع القواعد القانونية المعمول بها في المنظمة، في حين أبدى قطاع الصحة في النقابة تمسكه بقرار المشاركة في الإضراب العام. وأشار قيادي في القطاع، فضل عدم ذكر اسمه، ل»المساء» بأن دواعي الإضراب قائمة، وقال إن القواعد في قطاع الصحة هي من تتخذ قرارات الدفاع عن مصالحها، في رد ضمني على بلاغ يتيم. المصدر ذاته انتقد ما أسماه بالخلط بين العمل الحزبي والعمل النقابي، في إشارة إلى كون عدد من قيادات الاتحاد الوطني للشغل تعتبر من قيادات حزب العدالة والتنمية، وتخدم أجندة هذا الحزب.