قال يوسف العمراني، المكلف بمهمة بالديوان الملكي، إن دول الحوض الأطلسي أمام تحد أمني واحد، عليها أن تتشارك في مقاربة براغماتية مبنية على الأمن والتنمية الاقتصادية، مؤكدا خلال مشاركته في اليوم الأول من الحوار الأطلسي المنظم من قبل مركز المكتب الشريف للفوسفاط، وصندوق مارشال الألماني للولايات المتحدةالأمريكية، مساء يوم الجمعة الماضي بمراكش أن انتشار وباء «إيبولا»، وأمن ضفتي الأطلسي هما أولوية بالنسبة للمغرب خلال المرحلة الراهنة. ودعا العمراني المشاركين في النسخة الثالثة من حوارات الأطلسي إلى تملك الأدوات للإجابة عن تساؤلات أمنية تطرح اليوم على المنطقة، مخاطبا، عددا كبيرا من صناع الرأي والقرار، المنتمين إلى بلدان الحوض الأطلسي قائلا: «لا يجب أن ننسى أن بالقرب منا توجد القاعدة، والإرهاب، والتطرف، والاتجار في البشر»، قبل أن يضيف «نحن بحاجة إلى مبادرات والحصول على إجابات متناغمة لمواجهة هذه التهديدات، كما أننا بحاجة إلى تنمية اقتصادية». واعتبر العمراني أن حلف شمال الأطلسي مطالب بتغيير بعض من أدواره، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة «تفكير الناتو من جديد في مفهوم الأمن، وإعطاء أهمية للمنطقة الأطلسية الجنوبية لفتح حوار مع دول الجنوب»، مشيرا إلى أن توجهات الناتو بدأت تتغير والمغرب يريد أن تكون لهذه المنطقة أولوية من طرف الناتو». وركز يوسف العمراني، على أهمية العنصر البشري والسوسيو اقتصادي والسياسي، والذي بإمكانه أن «يفضي إلى إقامة شراكات استراتيجية بين دول المحيط الأطلسي»، وهو الأمر الذي اعتبره شرطا أساسيا للتغلب على كافة الصعوبات والتهديدات». من جانبه أبرز ميغيل أنخيل موراتينوس، وزير الخارجية الإسباني السابق، خلال الجلسة ذاتها، الاهتمام المتنامي للتواصل في تعزيز العلاقات بين الدول، مؤكدا أنه «في عالم اليوم، من المستحيل فصل الشمال، والجنوب، والشرق، والغرب، لذا يجب علينا التغلب على حواجز الماضي، وفهم إما أننا نعيش في عالم معولم، أو أننا سوف نستمر في عيش الصعوبات الحالية، التي نمر بها في الوقت الراهن». دقت ديبوراه بيركس، رئيسة برنامج محاربة داء «الإيدز» في الولاياتالمتحدةالأمريكية ناقوس الخطر صوب هذا المرض، معتبرة أن الأنظمة الصحية في العالم لم تتقدم منذ سنوات، وهناك مئات النساء لا يتوفرون على الولوجية إلى المستشفيات، مؤكدة أن مرضى بأمراض عادية، لا يجدون ولوجا للمستشفيات». ودعت منسقة برنامج محاربة السيدا على المستوى العالمي، المجتمع الدولي للتوحد بشكل كامل لمحاربة انتشار فيروس «ايبولا» على أرض الميدان، مقارنة بين التدخل لمحاربة «الإيدز» ومحاربة «إيبولا»، قبل أن تؤكد في الوقت نفسه أن العديد من التدخلات بالنسبة لمحاربة داء «السيدا» كانت دون جدوى، وكانت النتيجة العديد من الإصابات لدى النساء». وفي مداخلته، دعا أولوسيغون أوباسانغو، الرئيس النجيري السابق إلى تعزيز التعاون الجهوي، قائلا: «نحن في إفريقيا، يجب أن نكون أقوى داخل بلداننا، وبعد ذلك بإمكاننا الانفتاح على الحكامة العالمية». واعتبر الرئيس في إجابته عن سؤال حول تنظيم «بوكو حرام»، أن هذا التهديد يعزى إلى «تأخر التنمية في شمال نيجيريا». من جانبه، أكد خورخي كاستانييدا، الوزير الأرجنتيني الأسبق للشؤون الخارجية، أن هذه الحكامة العالمية يجب أن تمر عبر منظمة الأممالمتحدة، رغم أن هذه الأخيرة لا يجب أن تتحرك لوحدها، مشيرا إلى أن «الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالأممالمتحدة، لا يجب عليهما التحرك لوحدهما، فكلاهما بحاجة إلى بعضهما البعض».