ألقت أجهزة الأمن بالقنيطرة، عشية أول أمس، القبض على رجل أمن، برتبة مقدم شرطة، للاشتباه في تزعمه شبكة وطنية لترويج مادة الكوكايين عبر مدن المملكة. واعتقلت الشرطة المشتبه فيه، الذي يعمل بمركز تدريب الشرطة ببوقنادل، بمعية شخصين آخرين، وهم يتحوزون كمية كبيرة من السموم البيضاء، حينما كانوا جميعهم بالطريق السيار على متن سيارة نوع «كولف». وكشفت المصادر أن عناصر مديرية مراقبة التراب الوطني بالقنيطرة، هي من أشرفت على هذه العملية وأحاطتها بسرية تامة، مخافة تسريب أي معلومات بشأنها، خاصة وأن أحد الملاحقين من طرفها يشتغل في سلك الشرطة، ومعروف بعلاقاته الواسعة والمتعددة مع من يشغلون مناصب مهمة في عدد من القطاعات الحساسة. ونجحت مصالح الأمن في إيقاف الشرطي، الملقب بالطنجاوي، وهو يخفي ما يقارب 3 كيلوغرامات من الكوكايين، بعد فترة ترصد طويلة، قام خلالها جهاز المخابرات بوضع هاتفه النقال تحت التنصت ومراقبة مختلف تحركات صاحبه المشبوهة، إضافة إلى تحركات باقي شركائه. واستنادا إلى معلومات غير رسمية، فإن رجل الأمن الموقوف، كان يشتغل ضمن الفرقة النحاسية التابعة للمعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة، قبل أن يتم تنقيله إلى مركز تدريب الشرطة ببوقنادل حيث كان مكلفا بمهام حراسة المركز. وقالت المصادر نفسها، إن مصالح «الديستي»، سبق لها أن توصلت بمعلومات خطيرة تشير إلى تورط مقدم شرطة في نشاطات مشبوهة تتعلق بترويج المخدرات الصلبة «الكوكايين»، وهو ما دفعها إلى مضاعفة مراقبتها لتحركات الشرطي، قبل أن يسقط في شباكها بمعية عنصرين آخرين. وأفادت نفس المصادر بأن الإدارة العامة للأمن الوطني بادرت، فور إشعارها بالخبر، إلى توقيف الشرطي عن عمله، موازاة مع التحقيقات المكثفة التي ما زال يخضع لها، لتحديد هوية باقي أفراد الشبكة، والكشف عن مصادر التزود بالكوكايين، إضافة إلى مصدر ثرواته التي أثارت شكوك العديد من المقربين منه. ووفق المصادر ذاتها، فإن المحققين، واجهوا رجل الأمن المعتقل، وحاصروه بمجموعة من المعطيات والحقائق، التي يكشف بعضها عن قيام المشتبه فيه بأنشطة أخرى محظورة، بينها تهريب السلع من شمال المغرب، مستغلا في ذلك نفوذه ومركزه المهني وعلاقاته المشبوهة، التي جعلته في منأى عن كل ملاحقة أمنية، رغم أن مصالح الدرك الملكي بالقنيطرة سبق لها أن صادرت إحدى سياراته وهي مملوءة عن آخرها بالسلع المهربة.