انضمت الجزائر للدول الرافضة للطلب الذي تقدمت به الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (كاف) لتهييء بدائل جاهزة في حالة تشبث المغرب بطلبه لتأجيل موعد استضافته للنسخة الثلاثين لكأس الأمم الإفريقية لكرة القدم 2015، وذلك من خلال تصريح صريح من وزير الرياضة الجزائري. وأكد وزير الرياضة الجزائري على أمواج القناة الإذاعية الأولى استحالة استضافة بلاده لهذه البطولة لأسباب مادية و لوجستيكية، معترفا بأن الجزائر وجهت لها الدعوة شأنها شأن دول أخرى للقيام بتعويض محتمل للمغرب و أضاف: «من المستحيل ماديا تنظيم بطولة من هذا الحجم في ظرف ثلاثة أشهر، حيث أن أيا من الملاعب الجديدة في طور البناء لن يكون جاهزا إلا في السنوات المقبلة، علما أن الجزائر تفضل التركيز على ترشيحها باستضافة دورة 2017». وكان الاتحاد الإفريقي قد باشر يومين بعد توصله بالطلب المغربي بالتأجيل خوفا من إيبولا المنتشر بقوة في غرب القارة السمراء اتصالاته بحثا عن بدلاء محتلمين. رد جنوب إفريقيا بدوره كان سلبيا خاصة من طرف رئيس جامعة كرة القدم هناك داني جوردان الذي صرح بهذا الخصوص: «مسألة طرح اسم جنوب افريقيا باعتبارها الخطة البديلة لا يعنينا في شيء لان المغرب هو صاحب الاستضافة رسميا. الحديث عنا باعتبارنا الخطة البديلة يعد ظالما». بالمقابل قال فيكيلي مابلولا وزير الرياضة بجنوب إفريقيا في بيان «هناك الكثير من العوامل التي يجب أن تضعها جنوب إفريقيا في الحسبان إذا ما استضفنا بطولة بمثل هذا الحجم». وأضاف البيان: «همنا الاساسي سيكون التكلفة المترتبة على استضافة تلك البطولة في ظل معاناة جنوب إفريقيا حاليا بسبب مشكلاتها المالية». وتابع: «بطولة بهذا الشكل يتم التخطيط لها خارج إطار الميزانيات المعتادة وهو ما سيتطلب تعديلات على الميزانية، وهذا لا يعد خيارا في الوقت الحالي». واستطرد قائلا: «البطولة ربما تمثل تحديا فيما يتعلق بكيفية التعامل مع فيروس الإيبولا الذي ينتشر في القارة في الوقت الحالي، وهو ما يعد مصدر قلق للمغرب أيضا». وكانت السودان أول من أعلنت رسميا عدم قبولها لطلب «الكاف» لأسباب صحية و مالية بل إن رئاسة البلاد رجحت سحب الترشيح أيضا لاستضافة نسخة 2017. وذهب وزير الرياضة الغاني عكس هذا التيار حيث صرح ماهاما أياريغا بأن غانا مستعدة لاستضافة نهائيات كأس أمم إفريقيا 2015، مما ولد موجة احتجاج شعبي و من المجتمع المدني حيث عددت الجمعية الطبية لغانا خمسة أسباب لكي لا توافق الأخيرة على طلب الكاف، أهمها مشاكل التسيير في جامعة غانا لكرة القدم و ثقافة غياب المسؤولية بوزارة الرياضة و العجز المالي الكبير و الصعوبات الواضحة في تدبير قطاع الطاقة و الانقطاعات الكهربائية ثم عدم قدرة غانا على مواجهة هذا الفيروس في ظل إمكانيات صحية تقل بكثير عما هو متوفر بالمغرب أو جنوب إفريقيا. من جهة أخرى أعلن المغرب أول أمس الجمعة بشكل رسمي تمسكه بتنظيم كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم 2015 التي من المقرر إقامتها مطلع العام المقبل نافيا بشكل قاطع أن يكون قد تنازل عن التنظيم رغم تقدمه بطلب لتأجيل إقامة البطولة. وقالت وزارة الشباب والرياضة المغربية في بيان صحفي: «يعرب المغرب دائما عن رغبته الراسخة في احتضان الدورة المقبلة من كأس أمم إفريقيا». وأضافت الوزارة في بيانها: «طلبت المملكة المغربية تأجيل التظاهرة الرياضية المزمع تنظيمها مبدئيا في يناير المقبل لسبب واضح ودقيق وهو التطور السريع والمقلق لفيروس الايبولا على ضوء تقارير منظمة الصحة العالمية». وتابعت الوزارة: «يقترح المغرب بدائل ويحضر بشكل فعال للاجتماع المنتظر عقده في الأيام المقبلة مع الهيئات المسؤولة بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم». وكان وزير الشباب و الرياضة محمد أوزين قد صرح في برنامج تلفزيوني بأن المغرب يقترح إقامة البطولة في مطلع عام 2016 ضمن اقتراحات سيتم تداولها في الاجتماع المقبل مع رئيس «الكاف».