أكدت مديرة الاستراتيجيات والشراكة بالقطب المالي للدار البيضاء (كازا فاينانس سيتي)، لمياء مرزوقي، أول أمس الثلاثاء بمراكش، أن الاندماج المالي الإقليمي يشكل الحل الأنسب لتوحيد الجهود من أجل تحقيق التنمية المالية بإفريقيا. وأبرزت مرزوقي، خلال جلسة حول الأسواق المالية، في إطار أشغال الملتقى التاسع لمنتدى التنمية بإفريقيا، ضرورة إرساء تعاون بين السلطات ومؤسسات تنظيم الأسواق المالية الإفريقية، وملاءمة التشريعات الخاصة بأسواق الأسهم والمضي قدما نحو إقامة «تحالف للبورصات الإفريقية». وشددت على الأهمية الكبيرة التي يكتسيها اتخاذ هذه الإجراءات في ظل سياق إفريقي متسم بوجود أسواق مالية «صغيرة ومتباعدة، وتعاني من سيولتها الضعيفة». وسلطت المسؤولة الضوء على الجهود التي يبذلها القطب المالي لتشجيع هذا الاندماج، مشيرة إلى إحداث القطب لصندوق إفريقيا 50، المخصص لتمويل البنيات التحتية في القارة الإفريقية، وإدراج الأوراق المالية الأجنبية ودعم المقاولات الصغرى والمتوسطة. من جانبهما أبرز كل من المدير العام للتجاري وفا بنك، بوبكر الجاي، والمدير العام للبنك الشعبي المركزي العيدي الوردي، الفرص التي تتيحها هذه الآلية الجديدة، داعيين إلى تطوير المقاولات الصغرى والمتوسطة حتى تتمكن من إيجاد تمويل يسهل ولوجها للأسواق المالية. ويشكل الملتقى التاسع لمنتدى التنمية بإفريقيا، الذي تنظمه اللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة لإفريقيا، فضاء متعدد الأطراف للحوار والنقاش حول مواضيع مرتبطة بتنمية إفريقيا، بغية إنجاز جدول أعمال لتنمية القارة والعمل على تطبيق الاستراتيجيات والبرامج الخاصة بالدول الإفريقية. ويناقش هذا اللقاء، الذي يشهد مشاركة ما يناهز 800 شخصية، من بينها رؤساء دول وحكومات ووزراء ورجال أعمال وخبراء وممثلون عن المجتمع المدني، عدة مواضيع ترتبط على الخصوص بتعبئة الموارد الوطنية، والتدفقات المالية غير المشروعة، والرأسمال الخاص، والأشكال الجديدة للشراكة وتمويل التغيرات المناخية. ويعكس احتضان المغرب لهذا المنتدى، الذي ينظم لأول مرة خارج مقر اللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة لإفريقيا بأديس أبابا، حسب وزارة الاقتصاد والمالية، الثقة التي تحظى بها المملكة المغربية من طرف العديد من المؤسسات الدولية في قدراتها على القيام بدور استراتيجي على مستوى تنمية القارة الإفريقية، بالنظر لاستقرارها السياسي والاقتصادي وإرادتها القوية في الدفع بالتعاون جنوب-جنوب.