وجه العديد من المعتقلين بمختلف سجون المملكة نداءات استغاثة، لإنقاذهم مما وصفوه بسوء المعاملة والتعذيب الوحشي، الذي يطالهم من قبل بعض مسؤولي المؤسسات السجنية المذكورة، وهو ما دفع العديد منهم إلى محاولة الانتحار. وذكر السجناء، في رسائل توصلت «المساء» بنسخة منها، بأنهم يتعرضون للتعذيب بأبشع الوسائل ولأتفه الأسباب في أحايين كثيرة، كرد فعل انتقامي، الغرض منه تركيع نزلاء السجن، وإجبارهم على الاستسلام للأمر الواقع، وغض الطرف عن التجاوزات، واصفين الوضع القائم بالحرج جدا. وأعلنت والدة السجين عبد الغني ولد بوتكريش، المعتقل بالسجن المحلي بسلا 2 تحت رقم 894، عزمها رفع دعوى قضائية بخصوص التعذيب الذي قالت إن ابنها تعرض له، ووضعه بالزنزانة الانفرادية، لمجرد أنه طالب إدارة السجن بتمكينه من كافة مستحقاته المالية مقابل أعمال النظافة، التي كان يقوم بها بداخل السجن، وهو ما تسبب في إصابته برضوض وجروح في الخد والعين. وأضافت والدة السجين عبد الغني ولد بوتكريش أن ابنها تعرض لأسوإ صنوف التعذيب، إضافة إلى الإهانات اللفظية الحاطة من الكرامة الإنسانية. وطالبت مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، بفتح تحقيق عاجل في هذه الانتهاكات، مشيرة، في الوقت نفسه، إلى أن اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان زارت مؤخرا ابنها، وعاينت آثار التعذيب واللكمات على وجهه وعينه. في نفس السياق، كشف السجين إلياس علي قراري، الموجود رهن الاعتقال بالسجن المحلي بتيفلت، في شكاية تتوفر الجريدة على نسخة منها، عن جملة مما قال إنها أنماط من التعذيب الممنهج التي خضع لها من طرف بعض موظفي هذا السجن، وتعنيفه بقوة مبالغ فيها، جعلته يراسل كلا من الجهات الأمنية والقضائية في الموضوع، لا سيما أنه يتوفر على كل ما يثبت صحة ادعاءاته. وأوضح قراري، صاحب رقم الاعتقال 1976، أنه قرر خوض معركة الأمعاء الخاوية إلى حين تدخل الجهات المسؤولة من أجل أن يأخذ التحقيق في قضيته مجراه الطبيعي، بعيدا عن أي تدخلات أو إملاءات، خاصة، بعد حرمانه من الامتيازات الممنوحة لباقي النزلاء، وتجريده من جميع أمتعته الشخصية، ووقف الاعتداءات التي يتعرض لها من قبل بعض حراس السجن. أما في السجن المركزي بالقنيطرة، فقد نقل السجين كريم مهيدي، الأسبوع المنصرم، على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بالمركب الجهوي الاستشفائي لعاصمة الغرب، بعد إصابته بجروح بليغة جراء ما قالت عائلته إنه تعذيب تعرض له ابنها. وأوضحت عائلة السجين، الملقب ب»شيشا«، في رسالة وجهتها، أول أمس، إلى الوكيل العام للملك باستئنافية القنيطرة، وتوصلت »المساء« بنسخة منها، أن ابنها دخل في حالة غيبوبة جراء الاعتداء العنيف الذي تعرض له من قبل حارس السجن، وهو ما تسبب للضحية، بعد ذلك، في أضرار واضطرابات نفسية جد خطيرة، وصلت إلى حد قيام هذا الأخير بمحاولة انتحار، على حد تعبيرها، مطالبة بفتح تحقيق في هذه النازلة، وتقديم كافة المتورطين إلى العدالة. وفي اتصال بمسؤول التواصل بمندوبية السجون أقفل هاتفه بعد أن علم بمضمون الأسئلة التي يحملها صحفي الجريدة،وعند الاتصال بمدير ديوان التامك لأخذ رأي المندوبية في الموضوع تعامل بطريقة لا تنم لمغرب دستور 2011 بصلة. حيث أخذ في سؤال الصحفي عمن أمده برقم هاتفه الشخصي وبعدها رفض الخوض في أي حديث وأقفل الهاتف في وجه صحفي الجريدة.