ليست بعيدة عن الأحياء الراقية في مقاطعة المعاريف في الدارالبيضاء، لكن لا يجمعها بهذه المناطق سوى عامل القرب.. إنها منطقة درب غلف، التي ذاع صيتها بسبب السوق الكبير الذي يوجد بها، فهذه المنطقة تعتبر من الأحياء التي تحبل بالكثير من المشاكل الاجتماعية في مقاطعة المعاريف، لدرجة أن بعض سكانها أصبحوا لا يتحملون العيش فيها. وقال فاعل جمعوي ل"المساء" إن الوضع تدهور بشكل كبير في درب غلف، فرغم الكثير من المشاكل البنوية التي تغرق فيها هذه المنطقة فإن لا أحد يتحرك لإيجاد حل لها، وأضاف الفاعل الجمعوي ذاته إنه رغم تجديد أسطول النظافة في الدارالبيضاء، والذي كان لمقاطعة المعاريف نصيب منه، فإن الأزبال ما تزال منتشرة بشكل كبير في العديد من الأحياء، وهو ما يثير اشمئزاز الكثير من المواطنين. وأوضح المصدر ذاته أن مواطنين كثيرين في درب غلف يشعرون بالغبن، خاصة أن هناك اهتماما بالمناطق المحيطة بها في حين أنها تعاني من مشاكل بدائية كانتشار النفايات، وأكد المصدر نفسه أنه لابد من التفكير في خطط لإعادة الاعتبار لهذه المنطقة التي فرخت الكثير من نجوم الرياضة والفن والثقافة، وقال "لا يعقل ألا يجد شباب المنطقة فضاءات لصقل مواهبهم، فحتى الفضاء الرياضي الذي تم إحداثه في السنوات الأخيرة يعرف مشاكل كثيرة". وأكد المتحدث ذاته، أنه لا يمكن بأي حال استمرار الوضع الحالي، لاسيما أن درب غلف يعد واحدا من أقدم الأحياء في الدارالبيضاء كما أن وجوده بالقرب من محيط المدينة يستدعي الاهتمام به بشكل كبير، خاصة في ما يخص الخدمات الاجتماعية. وإذا كان بعض سكان الدارالبيضاء، وخاصة في المناطق المحيطية، ينظرون بعين "الغيرة" إلى المعاريف ووسط الدارالبيضاء على اعتبار أنهم قريبون من مراكز صنع القرار، في إشارة إلى مقر ولاية الدارالبيضاء، فإنه سبق لمجموعة من الأصوات داخل هاتين المنطقتين في السنوات الأخيرة أن احتجت على عدم الاهتمام بها، بل إنهم يحنون إلى زمن المجموعة الحضرية. ولا يمكن أن تحل بمنطقة درب غلف دون أن تعرج على واحد من أكبر الأسواق في الدارالبيضاء، والذي يحمل اسم المنطقة، في هذه السوق تجد كل ما تبحث عنه، إلا أنه في الآونة الأخيرة بدأ بدوره يتسبب في مشاكل للمنطقة، خاصة على مستوى حركة السير والجولان، خاصة نهاية كل أسبوع، وهو الأمر الذي يستدعي، حسب جمعويين، إعادة هيكلة هذا السوق، من أجل تنظيم التجارة فيه، إذ أنه رغم إحداث مجموعة من المركبات التجارية الكبرى في المدينة في خمس سنوات الماضية، فإنه ما يزال يحتل المراتب الأولى على صعيد الرواج التجاري في منطقة ينتظر سكانها بفارغ الصبر التفاتة من قبل السلطات لوضع حد للمشاكل الاجتماعية التي يعانونها منذ سنوات.