رجل غامض يترصد خطواتها، وعراقيل وصراعات مع زملائها بالمعهد الموسيقي.. مشاكل كانت تعيشها «زهرة»، أستاذة الرقص الشابة، دون أن يحول ذلك دون مضيها قدما في تحقيق حلمها بتحضير عرض نهاية السنة، بدعم من مديرة المعهد السيدة السرفاتي اليهودية التي تحظى باحترام الجميع...هذه بعض من جوانب الشخصية المحورية وأحداث أول شريط سينمائي طويل في مسار المخرج الشاب يونس الركاب بعد عدة تجارب في مجال إخراج الأفلام القصيرة والأعمال التلفزيونية. الفيلم سيعرف في تسلسله الدرامي مفاجأة ستعيد الفيلم إلى نقطة الصفر، كما صرح بذلك يونس الركاب ل«المساء»، دون أن يكشف عنها حتى لا «يحرق» الإثارة التي يحملها الفيلم. لكننا نضيء جزءا منها بعد أن استطعنا أن نفك بعضا من خيوط هذه المفاجأة المتمثلة في زهرة البطلة الرئيسية التي تخفي سرا رهيبا، فقد مرت بمراهقة صعبة، والغازي، ذو الوجه المشوه، لا يتوانى عن التجسس عليها ومراقبتها ليل نهار، هل ستكون ربيعا مزهرا أم أن الخريف سيذبل جمالها ويكشف عن أسرار خطيرة؟ «أوراق ميتة» يندرج في خانة «البسيكودراما» المشوقة، التي تذكرنا بأفلام المخرج البريطاني الشهير «ألفرد هيتشكوك»، حيث الشخصيات مرئية ومخفية تخلق الإثارة حولها والتشويق مع تعاقب الأحداث وتشابكها. وهو تشبيه يرى يونس الركاب أنه لم يضعه في الحسبان حين كان يؤسس لتجربة فيلمه الأول الطويل لأن ما كان يشغله هو وضع فكرة مميزة لعمل «وضع فيه كل جهده وطاقته مع باقي فريق العمل»، حتى يقدم عملا متميزا يبقى الحكم الأول والأخير فيه للنقاد والصحافة الفنية المتخصصة. وعن سبب اختيار اسم «أوراق ميتة» لشريطه، يؤكد الركاب أنه لم يأت اعتباطيا، بل منسجما مع فكرة الفيلم ومرور أحداث ستعرف تساقط شخصيات كأوراق الخريف موتا أو اختفاء ومع أجواء مدينة إفران الهادئة الخريفية التي يزيدها سحرا وغموضا تساقط أوراق الأشجار تمهيدا لفصل شتاء بارد بعواصفه الثلجية، حيث صورت معظم مشاهد الفيلم. الفيلم استعان فيه يونس الركاب بباقي إخوته من «آل الركاب»، الذين ساروا على نفس مسار والدهم المخرج الراحل محمد الركاب، مبدع «حلاق درب الفقراء» أحد أروع الأفلام في تاريخ السينما المغربية، وهم أنيسة التي تولت إدارة الإنتاج، ومراد تقنيا، وعلي مديرا للتصوير. وفي رده على سؤال عما إن كانت استعانته بإخوته سببها القرابة أم الحرفية، قال يونس إن «علي المقيم بكندا عمل مدير تصوير في أفلام عالمية بهوليوود، ولن أجد أفضل منه مديرا لتصوير أول أفلامي». فهل سينجح يونس الركاب في أول تجربة سينمائية روائية طويلة له كمخرج؟ ذلك ما ستكشفه الدورة الثامنة للمهرجان الدولي لسينما المرأة بسلا المنظم من 22 إلى 27 شتنبر الجاري، والذي اختار منظموه أن يعرض في حفل الافتتاح ليحط الرحال بعدها بالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة خلال دورته السادسة عشرة عام 2015، مع مشاركة ممكنة بكل من مهرجانات عربية، هي مهرجان القاهرة ومهرجان الأقصر بمصر. الفيلم من المنتظر أن يخرج إلى القاعات الوطنية نهاية شهر فبراير 2015، وقد كشف يونس عن أفيش الفيلم وهو ليس نهائيا، مؤكدا أن تعديلات سيعرفها للوصول إلى الشكل النهائي، وسيتضمن أسماء أبطال الفيلم هم: ربيع القاطي، سناء بهجة، ربيع بنجهيل، ياسمينة مزودي زكي، حسناء مومني وزكي عطيف.