رفع يونس بنسليمان، القيادي في حزب العدالة والتنمية، التحدي في وجه فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الجماعي لمراكش، بأن «قدم خمسة منجزات ما زالت راسخة في ذهن المراكشيين». وأضاف بنسليمان «إنني أطالب العمدة أن تسرد علينا عشرة منجزات راسخة في ذهن المراكشيين»، قبل أن يضيف «عشرة منجزات كثيرة عليها، فقط أطالبها بخمسة، وحينها سنقوم بتحدي دلو الثلج جميعا، بمن فينا العربي بلقايد»، الوجه المعروف في حزب «المصباح»، وأحد إخوان بنكيران في تنظيم الشبيبة الإسلامية. ووقف بنسليمان، البرلماني والمحامي المعروف بمراكش، خلال ندوة «واقع الخدمات الجماعية بمراكش»، التي نظمتها الكتابة الإقليمية لحزب «المصباح»، بتنسيق مع الكتابة الإقليمية للفضاء المغربي للمهنيين بمراكش، صباح أول أمس الأحد، عند «الانتكاسات» التي عرفتها مراكش في عهد العمدة المنصوري، عندما أشار إلى الحالة المتردية، التي وصلت إليها الخزانة البلدية. كما تحدث عن القاعة المغطاة المنجزة بالنخيل، والتي لازالت لحد الساعة مغلقة، مؤكدا أن المجلس الجماعي «لم يعقد أي اتفاقية مع وزارة الثقافة لتنشيط المدينة». كما تساءل عن غياب مكتب المجلس في افتتاح كأس القارات في ألعاب القوى المنظمة بمراكش. وقال خليل بولحسن، عضو مجلس مقاطعة جليز، إن حال مدينة مراكش «يدفعنا إلى مطالبة السلطة الوصية بالحجر على مجلس مراكش، على اعتبار أن الحجر يكون عند سوء تدبيره ممتلكات خاصة، فكيف بتدبير الشأن المحلي بأموال المراكشيين». فيما أوضح محمد العربي بلقايد أن مراكش «لم يسبق لها أن وصلت إلى هذا التردي»، مشيرا إلى أن مليون مراكشي يغرقون في الأزبال، وتتجول إلى جانبهم الكلاب الضالة، وتخنقهم الروائح الكريهة، بينما حصلت مدينة اسطنبول التركية، التي يقطنها 14 مليونا، على جائزة النظافة. وعاب بلقايد على العمدة المنصوري كيف أنها لم تعقد دورة استثنائية من أجل حل أزمة الأزبال، بينما استنفرت جل مستشاريها «بطريقة الكل يعرفها» من أجل «إقالتي من المكتب المسير، لا لشيء سوى لأنني انتقدت البطء، الذي تدبر به المدينة». وأشار المتحدث إلى أن العمدة كانت تجتمع مع رؤساء المصالح «منفردة»، في تهميش تام لنوابها، الذين لم كانوا ولا يزالون «آخر من يعلم»، مشيرا إلى استقالة 50 في المائة من أعضاء المكتب المسير للشأن المحلي لمراكش. وأكد بلقايد أن المجهودات المبذولة من قبل المصالح الأمنية من أجل الحفاظ على استقرار المدينة، لا تواكبها حركية المجلس، مضيفا أن المجلس يترك المدينة تغرق في الظلام، ويعرقل عمل المصالح الأمنية في التصدي للإجرام، الذي تكون المناطق المظلمة أحد فضاءاته. من جهته، قال عبد السلام السيكوري، الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية، إن مراكش صارت كلها نقطا سوداء، «أينما وليت وجهك لا ترى إلا الأزبال، والكلاب الضالة، والظلام الدامس»، مبرزا تنبيه مستشاري حزبه لخطورة هذا الوضع، قبل حدوثه، لكن «المدبرين مصابون بالعمى السياسي، ولم يعتمدوا المقاربة التشاركية، ولم يستمعوا لآراءنا ومقترحاتنا في الموضوع، وتنبيهات الإعلام، ومراسلات المجتمع المدني». وأشار المتحدث ذاته إلى مظاهر الإهانة والابتزاز، التي يتعرض لها المواطنون من قبل حراس شركة «الصابو»، وإثقال كاهل المواطنين بالغرامات، التي تشكل 50 في المائة من مداخيل الشركة، واعتبر الأمر «عبثا يجب توقيفه».