كشفت منظمة الصحة العالمية عن معطيات مثيرة حول الانتحار في المغرب، مؤكدة أن 1620 مغربيا انتحروا خلال سنة 2012، وهو ما يعادل 5 إلى 10 مغاربة من بين كل مائة ألف، مما يعتبر نسبة مهمة تتطلب تدخلا عاجلا ومتابعة دقيقة من قبل السلطات الصحية والأمنية في البلاد. وأشارت المنظمة في تقريرها الأخير الصادر، أول أمس الخميس بجنيف، تحت عنوان «الوقاية من الانتحار.. ضرورة عالمية»، إلى أن الذكور يمثلون أقل من 4 أشخاص من عدد المنتحرين في كل مائة ألف نسمة. وحول طرق الانتحار، التي يلجأ إليها المغاربة لوضع حد لحياتهم، قالت المنظمة إن المغرب يصنف ضمن البلدان التي يكثر فيها الانتحار اعتمادا على التسميم الذاتي بالمبيدات الحشرية، وهو الأمر الذي يفرض على السلطات، في اعتقادها، تطبيق قيود الحصول على المبيدات، وإن كان ذلك صعبا للغاية من الناحية الفعلية. وبينت بحوث منظمة الصحة أن الطريقة الأكثر انتشارا للانتحار في المجتمع يمكن تحديدها من خلال البيئة، ويمكن أن تتغير بسرعة مع مرور الوقت، كما يمكن أن تنتقل من مجتمع إلى آخر، مما يعني أنه خلال السنوات المقبلة، يمكن للمغاربة أن يقللوا اعتمادهم على المبيدات الحشرية في تنفيذ عمليات الانتحار ويلجؤوا إلى أساليب أخرى، على رأسها الشنق. وجردت منظمة الصحة لائحة للأسباب الرئيسة وراء عمليات الانتحار، حيث وضعت على رأسها الاضطرابات النفسية، ثم استهلاك الكحول والمخدرات، وفقدان العمل والمال، واليأس، والإحساس بالألم الناجم عن الأمراض المزمنة، وإمكانية وجود تاريخ عائلي للانتحار. ورغم أن المنظمة صنفت المغرب ضمن البلدان التي يتم فيها تسجيل الوفيات الناجمة عن الانتحار بطريقة حيوية، إلا أنها ترى أن تغطية البيانات المتعلقة بالظاهرة مازالت منخفضة، كما أن نسبة عالية من أسباب الانتحار تظل غير محددة.