حملت دموع فرح العداءة المغربية تودة ديدي وهي على منصة التتويج في ماراطون الرمال قبل أسبوع أكثر من دلالة.. لقد نجحت، دون تدريب على أعلى مستوى، في الفوز للسنة الثانية على التوالي بأصعب السباقات العالمية للماراثون، لكنها ما زالت تعاني من التهميش الذي مارسته عليها جامعة ألعاب القوى.. قبل عشرين عاما، بدأت تودة مسيرتها الرياضية في الإعدادية التي درست بها بمدينة ورزازات، وشجعها أساتذة التربية البدنية على خوض سباقات العد والقصير. «حققت وقتها نتائج جيدة في سباقي 1500 و2000 متر، وكنت دائما أحل في المراتب الثلاث الأولى دائما بعد أن تدرجت في كافة الفئات العمرية» تقول تودة ل»المساء». عندما كانت تعدو، لم يكن يفارق تفكيرها الوصول إلى خط النهاية قبل منافساتها، والتركيز خلال أطوار السباق مع اقتسام المجهود تجنبا للعياء. بعد حصولها على الباكالوريا، جانب الحظ تودة في اجتياز امتحان أساتذة التربية البدنية بعد أن تأخر توصلها بملف المباراة عبر البريد، وازدادت المعاناة بغياب أندية العد والريفي بورزازات في تلك الفترة. وبعد إنهائها للدراسة الجامعية بمراكش، عادت تودة إلى مسقط رأسها دون أية فرصة شغل، وقاطعت مضامير السباقات لمدة سنة ونصف، لتغير قرارها بعد ذلك.»عندما كنت أتدرب على الجري في المناطق الجبلية القريبة من بيتنا ينتابني إحساس بالراحة، لأقرر عندها العودة إلى السباقات». لم يتأخر انتظارها طويلا، وشاركت عداءة الجنوب في ماراتون آسفي الدولي سنة 1999 ونجحت في احتلال المرتبة الثالثة، لتعود بقوة للمشاركة في ماراطون أكادير الدولي، وتعتلي بوديوم التتويج بالميدالية البرونزية، رغم أن مشاركاتها جاءت بمحض الصدفة، نظرا لعدم معرفتها بمواعيد السباقات لأنها ظلت دائما تمارس رياضتها المفضلة دون مدرب يقف إلى جانبها. بعد مشاركتها في ماراتون زاكورة، التقت ديدي بمصطفى الرامي سنة 2005 الذي اقترح عليها المشاركة في ماراتون الرمال الدولي، لكنها ظلت مترددة في حسم قرارها.»أحسست بالحزن لأنني لا أتوفر على مستشهر يدعمني في السباق، إلى جانب رسوم المشاركة الباهظة، وبعد أن أكد لي الرامي أنه سيجد لي الشركة، وافقت وبدأت أستعد للمشاركة» تتذكر تودة. نجحت في أول مشاركة لها في الفوز بالرتبة الرابعة، قبل أن تعود سنة 2007 لتظفر بالمركز الثاني، وتتسيد بعدها دورتي 2008 و2009 دون أية منافسة تذكر. رغم هذه الإنجازات، لم تتلق ديدي أية رسالة من جامعة ألعاب القوى، وظلت في صمت تعاني التهميش المفروض على مواهب الجنوب.. تردد تودة بحسرة:»العديد من الأطفال هنا يحلمون بأن يكونوا أبطالا في ألعاب القوى، يجب الاهتمام بهم.. رغم كل ما نجحت في تحقيقه، إلا أنني أحس بالحزن لأنني لم أحقق حلمي وغبت عن الدورات الأولمبية».