حملت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين المندوبية العامة لإدارة السجون «المسؤولية الكاملة» عن وفاة السجين نبيل جناتي، الذي كان معتقلا بالسجن المحلي سلا 2 بعد إدانته بخمس سنوات سجنا من أجل تكوين عصابة إرهابية، ضمن ما يعرف بخلية «أنصار الشريعة» في الوقت الذي نظمت أسرته وقفة احتجاجية صباح أمس أمام سجن الزاكي. وقال عبد الرحيم الغزالي، المتحدث باسم اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، إن الأسرة فوجئت بعدم تمكينها من الجثمان قبل دفع ما قيل إنها واجبات استشفاء الهالك منذ تاريخ إيداعه بالمستشفى. وقال الغزالي إن جناتي «تعرض للإهمال الطبي إلى حين دخوله في غيبوبة فرضت نقله للمستشفى»، وأضاف أن المندوبية «كانت تعلم بأنه مصاب بمرض نفسي كان سببا في الاستغناء عن خدماته وتسريحه من الجيش، ورغم ذلك قامت بوضعه مع سجناء الحق العام، ما أدى لتدهور وضعه الصحي، وتطوره من مرض نفسي إلى مرض جسدي». ورغم أن المندوبية سارعت مباشرة بعد إعلان وفاة المعتقل ليلة الأربعاء - الخميس 20 و 21 غشت الجاري بالمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط، إلى إصدار بلاغ أكدت فيه أنها عملت على نقله في وقت سابق للمستشفى من أجل الفحص، قبل أن يتقرر الاحتفاظ به للعلاج، فإن اللجنة اعتبرت أن ما ورد في بلاغ المندوبية «لا أساس له من الصحة»، وشددت على أن جناتي نقل من داخل سجن سلا في حالة غيبوبة، واعتبرت أن «رواية المندوبية هي محاولة واضحة للتهرب من مسؤوليتها في الإهمال الذي تعرض له الهالك». وكان بلاغ مندوبية التامك قد أوضح أن «الهالك كان يعاني منذ إيداعه بالمؤسسة في 7 نونبر 2012 من مرض عقلي ونفسي، تطلب عرضه على أخصائي في الأمراض العقلية والنفسية تابع للمندوبية من أجل الإشراف عليه ومتابعة حالته، حيث وصف له مجموعة من الأدوية كان يتناولها بانتظام»، وشددت على أنه كان «يحظى بالعناية الطبية من طرف الطاقم الطبي العامل بهذه المؤسسة». وأضاف البلاغ أن الحالة الصحية للسجين الهالك، «تدهورت في 4 يونيو الماضي نتيجة معاناته من آلام في الرأس، الأمر الذي تطلب نقله إلى المستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط، حيث تمت معاينة حالته الصحية من طرف الطبيب المعالج الذي قرر إيداعه بالمستشفى المذكور، مشيرا إلى أنه بتنسيق مع الطاقم الطبي الذي كان يسهر على علاجه، كانت المؤسسة السجنية تزوده بالأدوية اللازمة المحددة له من طرف المصلحة الطبية بالمستشفى الجامعي ابن سينا»، وأشار البلاغ إلى أن «حالته الصحية استمرت في التدهور تدريجيا، حيث دخل في غيبوبة، ليقرر الطبيب المعالج بالمستشفى إيداعه قسم العناية الطبية المركزة، قبل أن توافيه المنية». وتعليقا على ذلك، قال عبد الرحيم الغزالي المتحدث باسم اللجنة، أن المندوبية «تعودت على التهرب من مسؤوليتها من خلال مثل هده البلاغات التي تنفي دوما ما يتعرض له المعتقلون من سوء معاملة»، مضيفا أن قضية وفاة الجناتي سيتم تداولها في الوقفات التي ستنظمهما اللجنة.