استنفر حريق شب، أول أمس الاثنين، قرب المحطة الحرارية وشركة «سامير» ومستودعات الغاز بالمحمدية مختلف الأجهزة الأمنية وعناصر الوقاية المدنية التي انتقلت إلى مكان الحريق لإخماده وإنقاذ مدينة المحمدية من كارثة حقيقية. واستغرب الشهود الذين عاينوا الحريق العناصر القليلة للوقاية المدنية التي انتقلت إلى مكان الحادث وضعف التجهيزات التي تمت الاستعانة بها لإخماد الحريق، الذي كاد يتسبب في كارثة بمدينة المحمدية. وقال مصدر مطلع ل»المساء» إن أسباب الحريق تعود إلى تساقط شرارات منبعثة من أسلاك التيار الكهربائي عالية التوتر والتابعة للمحطة الحرارية فوق النباتات والأعشاب اليابسة، فشب بها الحريق قبل أن ينتقل صوب المحطة الحرارية. واستنفر الحريق عناصر بالأمن والدرك، خاصة أنه شب بالقرب من تجهيزات للجيش التي وضعت خارج الثكنات في عدد من المواقع الحساسة بالمغرب تزامنا مع حالة الاستنفار التي تشهدها مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية. وسجل عاملون بالمحطة الحرارية تأخر عناصر الوقاية المدنية، في حين طالب آخرون بضرورة إحداث مركز تابع للوقاية المدنية قرب المحطة الحرارية وشركات الغاز، اللتين تعتبران قنبلة موقوتة، حسب رأي عدد من العاملين بالشركات المذكورة. واشتكى عدد من العاملين بالشركات انعدام شروط السلامة والأمن بعد أن اندلعت النيران لأول مرة بالقرب من المحطة الحرارية وخزان الوقود والمواد البترولية، إذ اقتصر الحريق في البداية على الأعشاب اليابسة المحيطة بالشركات الكبرى بالمحمدية. وليست هذه المرة الأولى التي تتسبب فيها شرارة الأسلاك الكهربائية في حريق بالقرب من المحطة الحرارية بالمحمدية، إذ زادت الرياح التي عرفتها المدينة من امتداد الحرائق التي دامت زهاء خمس ساعات، فوق الأراضي التي توجد في باطنها قنوات تمرير البترول. وبينما حلت عناصر الوقاية المدنية بالعمالة، بعد اندلاع الحرائق، مدعمة بعناصر من جهة الدارالبيضاء الكبرى، ومجهزة بشاحنات ذات صهاريج مائية، فإن شركة «سامير»، المعني الأول بخطر الحرائق لم ترسل شاحنة الطوارئ إلا بعد مرور حوالي ساعة على اندلاعها، رغم أن الرياح القوية كادت تحمل بعض الأعشاب المشتعلة والجمر في اتجاه الشركة التي باتت تشكل مصدر هلع بالنسبة للساكنة، بسبب الحرائق والأدخنة وأصوات محركاتها.