سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
متابعة «كولونيل» وثلاثة آخرين بتهمة النصب والاحتيال على راغبين في الالتحاق بسلك الشرطة يوهمون ضحاياهم بالتوسط للالتحاق برتبة عمداء مقابل مبالغ تفوق 100 ألف درهم
قضت المحكمة الابتدائية بمكناس، نهاية الأسبوع الماضي، في حق ثلاثة متهمين متابعين بتهمة النصب والاحتيال والمشاركة، بسنة سجنا نافذا لكل واحد من المتهمين الثلاثة. كما أحالت على أنظار المحكمة العسكرية بالرباط المتهم الرابع الذي يشغل منصب ضابط سام برتبة "كولونيل» في القوات المسلحة الملكية بالحامية العسكرية بمكناس، حيث يتابع في حالة اعتقال بسجن الزاكي بسلا في انتظار محاكمته بعد الاشتباه في تورطه رفقة المتهمين الثلاثة في عمليات نصب واحتيال، والتي تتعلق بإيهام مجموعة من الضحايا بالتوسط لهم من أجل الالتحاق بسلك الشرطة برتبة عمداء مقابل مبالغ مالية تفوق أحيانا 100 ألف درهم . وأكدت مصادر مطلعة أن وقائع هذا الملف تعود إلى الشهر الماضي عندما تقدم أحد الضحايا بشكاية في الموضوع إلى المصالح الأمنية بمدينة مكناس، إذ فتحت فرقة محاربة العصابات التابعة للمصالح الولائية للشرطة القضائية بالمدينة نفسها تحقيقا وبحثا دقيقا بشأنها، حيث تم الاستماع إلى أقوال المتهمين الثلاثة، وكذا أقوال الكولونيل بعد تردد اسمه خلال عملية التحقيق والبحث على لسان المتهمين والضحايا. وأفاد صاحب الشكاية بأنه تعرض لعملية نصب مسترسلة على امتداد أزيد من سنتين من مجموعة من الأشخاص يتقدمهم ضابط سام في الجيش برتبة عقيد، يشتغل بالحامية العسكرية بمدينة مكناس، بعدما تلقى وعدا بالتوسط له من أجل الالتحاق بسلك الشرطة برتبة عميد، حيث سلم للعقيد المذكور مبلغ عشرة ملايين سنتيم عن طريق وسيط وبالمقابل تسلم شيكا بنكيا يخص العقيد وصورة من بطاقته الشخصية كضمانة، تضيف المصادر ذاتها. كما ادعى صاحب الشكاية كذلك بأنه حول مبلغ 77 ألف درهم للوسيط المذكور، إلا أنه وبالرغم من مرور عدة أشهر لم يتم تنفيذ الوعود التي تلقاها من طرف المتهمين، عندها اكتشف المشتكي أنه كان ضحية نصب واحتيال، فطالبة المتهمين بأن يعيدوا له أمواله، إلا أن طلبه قوبل بالمماطلة حيث حاول صرف الشيك البنكي الذي تسلمه، لكنه لم يتمكن من استخلاص قيمته بسبب وجود اعتراض مسبق على الأداء. وعاود المشتكي الاتصال مرة أخرى بالكولونيل، الذي أدى له قيمة الشيك المحددة في عشرة ملايين سنتيم التي كان قد تسلمها منه، أما بخصوص المبلغ الثاني فقد تسلم منه كمقابل له سيارة كانت في ملكيته والتي تم تحديد قيمتها المالية في مبلغ 53.000 درهم، كما تم الاعتراف بدين بقيمة المبلغ المتبقي على أن يسدده له في أقرب الآجال غير أنه لم يتم الوفاء بالموعد المحدد مما دفع الضحية إلى تقديم شكاية في الموضوع. وأضافت المصادر ذاتها أنه تم توقيف المشتبه فيهم الثلاثة، فيما تم توجيه استدعاء رسمي للعقيد المذكور البالغ من العمر 62 سنة عن طريق الحامية العسكرية للقوات المسلحة الملكية. ويشار إلى أن الكولونيل المعني نفى قطعا رواية النصب والاحتيال التي أكدها المشتكي أمام فرقة محاربة العصابات بحضور مسؤول عن الشرطة العسكرية برتبة «مقدم»، مضيفا أنه اقترض من المشتكي المبالغ المذكورة لأنه كان يمر بضائقة مالية، وقد سلمه مقابل ذلك شيكا على سبيل الضمان، كما أنه تمكن من تسوية وضعيته المالية معه حيث سلمه قسطا مهما من المبلغ الإجمالي وتم الاعتراف له بدين بقيمة المبلغ المتبقي. وأضافت المصادر ذاتها أن نفي الكولونيل لم يكن شافيا لعدم متابعته في الملف، خاصة بعد ضبط أدلة تخص الأخير لدى اثنين من المشتبه فيهما، ويتعلق الأمر بشارة الوحدة العسكرية، إلى جانب صورة فوتوغرافية يظهر فيها الكولونيل بالزي العسكري الميداني، والتي صرح بأنها سرقت من داخل سيارته.