أثارت التصريحات التي أدلى بها خالد الناصري وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، وانتقد فيها أداء دفاع المتهمين في قضية بليرج غضب المحامين الذين وصفوا كلامه ب«الساقط». وكان الناصري قد صرح بأن على الدفاع في هذا الملف أن يكون «جادا»، وأضاف «لم أر ولم أسمع في حياتي دفاعا ضعيفا بهذا الشكل». وجاء في بلاغ صحفي صادر عن المحامين المنتصبين في قضية بليرج بأن الناصري غير مؤهل للحكم على المحامين، وعلى طريقة ممارسة مسؤوليتهم حتى يتوجه إليهم بعبارات القذف. وأكدت هيئة الدفاع بأنها تندد بالعبارات «الساقطة» وبالأسلوب «الاستهتاري» الذي استعمل في حقها من قبل مسؤوول حكومي، وهو أسلوب خارج عن الحياد الحكومي ، حيث لم يسبق لوزير أو وزيرة بأية حكومة أن تطاول على اختصاصات لا يعلم قواعدها، كما لم يسبق لأي وزير أن تهجم على المحامين بالأسلوب الذي استعمله خالد الناصري. وأضاف البلاغ الذي حصلت «المساء» على نسخة منه، بأن الأسلوب الذي استعمله الناصري يذكر، وبكل أسف، بالأسلوب التي استعمله عبر وسائل الإعلام عندما ارتكب «جريمة» الكشف عن أسرار البحث التمهيدي، وانتهك قرينة البراءة التي يكفلها القانون لكل المتهمين بمن فيهم المعتقلون السياسيون الستة. واعتبرت هيئة الدفاع بأن الناصري ساهم في محاولة التأثير على القضاء وعلى سير المحاكمة، وهو ما يعتبر، حسب البلاغ، تهديدا لاستقلال القضاة ومسا بمركز الدفاع ومهامه النبيلة، وتماديا في الخطأ عوض الاعتذار عنه. وكان دفاع المعتقلين في ملف بليرج قد طالب في وقت سابق باستدعاء خالد الناصري، على خلفية التصريحات التي أدلى بها عقب الإعلان عن تفكيك «خلية بليرج»، بعد أن اعتبر بأنها خرقت سرية البحث وتضمنت إدانة مسبقة للمتهمين، وهو الطلب الذي رفضته المحكمة.