دعا عمر اعزيمان، رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي الذي عينه الملك أول أمس، إلى توضيح تموقع المجلس ضمن الفضاء التربوي المتعدد المكونات والذي يتميز بالتعقد والتشعب والتداخل، مبرزا خلال كلمته الافتتاحية أمس في أول دورة للمجلس عقدت بالرباط، أن ذلك يستوجب تحديد العلاقات بين مختلف المتدخلين وتنظيم التكامل المؤسساتي والتعاون البناء. وقال عزيمان «إن الاشتغال في الشأن التربوي يتم من زوايا مختلفة، الأولى تحيل إلى التعاطي مع المشاكل اليومية وهو ما سندرجه ضمن مهام المدرسين والمؤطرين والإدارات والأجهزة المسؤولة عن المؤسسات التعليمية محليا وإقليميا وجهويا، والثانية تتمثل في حكامة المنظومة التربوية على المستوى الوطني وإعداد وتنفيذ السياسات العمومية، وهو ما يشكل الدور الأساس للقطاعات الحكومية المعنية، والثالثة تهم إرساء الترسانة القانونية والتنظيمية بمختلف قضايا التربية والتكوين، وهي المهمة التي يتقاسمها الجهاز الحكومي والتشريعي، والرابعة تحيل إلى التحليل والتفكير الشمولي الاستراتيجي بمنهجية تقييم وبعد استشرافي، في المكامن الاجتماعية للمدرسة ووظائفها ودور الجامعة ومهامها ووظيفة البحث العلمي ومكانته ومساءلة المنظومة عن أدائها وقيمتها ومردوديتها وجودتها». واعتبر عزيمان أن أولويات المرحلة تستوجب استحضار التوجيهات الملكية المتضمنة في خطاب عشرين غشت 2012 ومنها الاختلالات العميقة التي تعاني منها المدرسة، والدعوة إلى وقفة موضوعية مع الذات للتقييم وتحديد مكامن الضعف والاختلالات، مشيرا إلى أن تنصيب المجلس هو طفرة نوعية بالنظر لاختصاصاته الدستورية التي تخول لهم إبداء الرأي في كل السياسات العمومية والقضايا الوطنية التي تهم التربية والإسهام في تقييم السياسات والبرامج العمومية ذات الصلة.. وكان بلاغ للديوان الملكي قد ذكر أن تعيين عزيمان رئيسا للمجلس يندرج في إطار تفعيل التوجيهات الملكية الواردة في خطاب 20 غشت للسنة الماضية، سيما فيما يتعلق بالانكباب على الورش المصيري لقطاع التعليم والتكوين والبحث العلمي بالمغرب، كما يأتي بعد إصدار القانون الجديد المنظم للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي الذي عزز من تركيبته التعددية واستقلاليته ومهامه الاستشارية، باعتباره مؤسسة دستورية تشكل قوة اقتراحية بناءة، وآلية للتقييم والمتابعة والاستشراف، في مجال إصلاح وتأهيل المدرسة المغربية. وتجدر الإشارة إلى أن الملك محمد السادس ترأس بالقصر الملكي بالدار البيضاء أول أمس حفل تنصيب أعضاء المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي وعددهم 92 عضوا .