وقعت مشاجرة، أول أمس، بمقر جماعة قروية تابعة لنفوذ إقليمالقنيطرة، بين مستشارين جماعيين، بسبب خلاف حول الدعم الرمضاني الذي خصصته الجماعة لفقراء المنطقة. ودخل المستشاران، المتحدران من منطقة «المناصرة»، في مشادات كلامية حادة أمام أنظار العشرات من المواطنين، الذين كانوا ينتظرون نصيبهم من القفة الرمضانية، قبل أن يشرعا في تبادل اللكمات فيما بينهما. وقالت المصادر إن ممثلي السكان، أحدهما ينتمي إلى حزب الاستقلال فيما الآخر محسوب على حزب التجديد والإنصاف، اشتبكا بالأيدي، مباشرة بعد الانتهاء من عملية توزيع الدعم الرمضاني، حيث نشب خلاف وصف بالعنيف حول طريقة «تدبير» ما تبقى من هذه الإعانات. وحسب المصادر، فإن الوضع، كاد يتطور إلى الأسوأ، خاصة بعدما شرع العديد من سكان المنطقة في الاحتجاج على هذا السلوك، والتعبير عن استيائهم من إقصائهم من حق الاستفادة من الدعم، مشيرة إلى أن إحدى السيدات أغمي عليها، بعدما اكتشفت أن اسمها غير مدرج ضمن لائحة المستفيدين، رغم عوزها وحاجتها. ولم تهدأ الأمور، إلا بعدما تدخلت عناصر من القوات المساعدة وبعض المقدمين، لإنهاء شجار المنتخبيْن، الذي خلف إصابة كليهما بكدمات ورضوض في الوجه، وقالت المصادر إن غياب رئيس الجماعة وقائد المنطقة عن عملية التوزيع ساهم بشكل كبير في ما عرفته هذه المبادرة من انفلاتات واختلالات. وكانت العديد من الهيئات الجمعوية بالجماعة المذكورة، قد استنكرت، في عريضة موقعة من طرفها، طريقة تدبير جماعتهم للدعم المقدم للأسر المعوزة في رمضان، وقالت إن هذه الإعانات أضحت خاضعة لمنطق المزايدات السياسية. وشجبت الجمعيات طريقة إعداد لوائح الأسر المعوزة المستفيدة من الإعانة الرمضانية، مؤكدة أن الحسابات الانتخابية الضيقة تسود هذه العملية، كما تم إقحام أسماء عائلات لا تتوفر على شروط الاستفادة من المساعدة الاجتماعية بمناسبة الشهر الكريم، على حد تعبيرها، وهو ما نفاه بوسلهام الديش، رئيس الجماعة، الذي قال إن الدعم الرمضاني استفاد منه كل الذين تتوفر فيهم الشروط والمعايير الضرورية، نافيا أن تكون العملية خضعت لمنطق الزبونية.