نقل على وجه السرعة أحد الباعة من "الفراشة"، بداية الأسبوع الجاري، إلى مستعجلات المركز الاستشفائي الجهوي الفارابي بمدينة وجدة، لتلقي الإسعافات الضرورية بعد إصابته في الرأس نتيجة مواجهة دامية بينه وبين أحد أصحاب المحلات التجارية، بطريق مراكش ذي الحركة التجارية المكثفة والمؤدية إلى قلب مدينة وجدة. الحادث، الذي وقع ساعتين قبل أذان المغرب، تسبب في فوضى عارمة أسفرت عن عرقلة حركة السير واستنفرت قوات الأمن عناصرها التي تدخلت للحيلولة دون استفحال الوضع بين أصحاب المحلات التجارية و"الفراشة" بالأرصفة المواجهة لها مع العلم أن الخلافات والصراعات قائمة ولم تتمكن السلطات المحلية والمنتخبة والأمنية من حلّها. أصبح المواطن مرغما على الزحف تحت البضائع المعلقة أو القفز فوق السلع المعروضة على الأرض خلال جميع فترات السنة، دون الحديث عن أيام شهر رمضان الذي تستفحل فيه الأوضاع ويتضاعف عدد الباعة للمواد الاستهلاكية والمناسباتية، وتعتقل الأرصفة وتفرش الساحات وتختنق المدينة... مع العلم أنه مُنِع على التجار بالمدينة القديمة عرض البضائع والسلع خارج الدكاكين بعد انطلاق مشروع تأهيل المدينة العتيقة بمئات الملايين من الدراهم، وبعد ترميم أزقتها وواجهات محلاتها التجارية وساحاتها الصغيرة... لكن رغم هذا المنع عاد بعض التجار والفراشة إلى عادتهم القديمة أمام أعين قائد المنطقة والسلطات المحلية والمنتخبة. هذه الوضعية ساهمت في ارتفاع عدد الحوادث بين المواطنين وتنامي أنشطة اللصوص واندلاع النزاعات التي تتحول إلى مواجهات تستعمل فيها جميع الأسلحة المتاحة من أحجار وأوزان وسكاكين وغيرها... "قم بجولة خلال شهر رمضان وستتفرج على ما يقع عشية كل يوم، بعد صلاة الظهر وقبل صلاة المغرب... الفواحش والمنكرات والاعتداءات والسب والشتم... يذهب ضحاياها عشرات من المواطنين المساكين المغلوبين على أمرهم ... النشل والسرقات بالخطف والضرب والجرح والتحرش بالفتيات وحتى السلوكات المنحرفة ولا ناهي ولا منتهي، الله يدّينا في الضوء..." يصرخ باستياء عميق أحد تجار الملابس.