لا يخلو المسار الكروي للرياضيين عامة ولاعبي كرة القدم على وجه الخصوص من طرائف ونوادر تتحول مع مرور الزمن إلى ذكريات جميلة تنفض غبار التقادم وتجعل الماضي دائم اللقاء بالحاضر لرسم معالم البهجة والزيادة في منسوب السعادة بضخ جرعات إضافية من المرح. «المساء» تغوص في ملفات الماضي الجميل للرياضيين وتنبش في ذاكرة مسارهم الرياضي لتسلط الضوء على طرائف أرخت لفترة من فترات التألق وتحولت اليوم إلى نكتة وذلك بعيدا عن الانجازات والأرقام الشخصية. تتعدد الطرائف التي تعرض لها الرياضيون خلال فترة ممارستهم، منها من كان عن طريق الصدفة ومنها من كان عن طريق الخطأ وعدم التركيز كما وقع للعميد السابق للمنتخب الوطني طلال القرقوري بالدوري الانجليزي. يحكي القرقوري ما وقع له خلال إحدى مباريات فريقه شالتون الانجليزي برسم منافسات الدوري، ويقول إنه بعد نهاية الشوط الأول توجه الجميع نحو مستودع الملابس وكان إلى جانبه زميله في الفريق الطراوري، وخلال الاستعداد لمغادرته بهدف خوض فصول الجولة الثانية لبس عن طريق الخطأ قميص زميله الطراوري. وزاد قائلا» لم أنتبه إلى الأمر، ذلك أنه عوض أن أرتدي قميصي الثاني المخصص للجولة الثانية ارتديت عن طريق الخطأ قميص صديقي تراوري، هذا الأخير اكتفى بارتداء القميص الذي خاض به الجولة الأولى بعدما ذهبت محاولاته من أجل إيجاد قميصه الثاني أدراج، ذلك أنني كنت قد توجهت صوب الملعب دون أن ننتبه معا إلى ما وقع». مع بداية المباراة، يقول القرقوري، انتبهت الجماهير إلى الخطأ وأخبر الحكم المساعد الحكم الرئيسي بعد مرور قرابة دقيقة ونصف، لقد كنت ألعب أنا وطراوري في الوقت نفسه بقميصين يحملان رقمه واسمه، وهو ما جعل الحكم يوقف المباراة ويأمرني بتغيير قميصي، فعدت لارتداء قميصي الحقيقي، وكان موقفا طريفا عشته خلال تجربتي بالدوري الانجليزي انضاف إلى الذكريات التي راكمتها خلال تجربتي بهذا البلد الأوروبي. راكم القرقوري تجارب مهمة في مساره الكروي، ذلك أنه بعد تألقه رفقة فريق الرجاء أواخر التسعينات شد الرحال صوب الدوري الفرنسي حيث لعب لفريق باريس سان جرمان موسم 1999/2000 قبل أن ينتقل إلى اليونان خلال الموسم الموالي حيث لعب لفريق «اف سي أريس»، ثم عاد من جديد إلى فرنسا للدفاع عن قميص فريق العاصمة خلال الفترة الممتدة ما بين 2001 و2003. بعد تجربته بالدوريين الفرنسي واليوناني سيشد القرقوري الرحال صوب الدوري الانجليزي حيث دافع عن ألوان فريق سندرلاند سنة 2003 وبعدها لعب لفريق تشارلتون خلال الفترة الممتدة ما بين 2004 و2007 لتكون بعدها الوجهة فريق قطر القطري، الذي كان خلاله من بين المدافعين الذين سحبوا البساط من تحت أقدام المهاجمين بفضل أهدافهم الرائعة والحاسمة. حمل القرقوري قميص المنتخب الوطني لفترة طويلة، وكان يتميز خلال فترة مزاولته لكرة القدم بالقوة والدقة في التسديد وسجل العديد من الكرات الثابتة، بالقدر الذي كان حاسما فيه في النزالات الثنائية مستفيدا من بنيته الجسمانية ولياقته البدنية. بعد مساره الرياضي كلاعب، استهل القرقوري مساره في عالم التدريب من خلال دورات تكوينية خولت له الحصول على شهادة التدريب حرف الف من الاتحاد الانجليزي، وخاض تجربة كمدرب مساعد رفقة فريق أم صلال القطري.