اعتبر مسؤولون حكوميون وفاعلون اقتصاديون وفعاليات مدنية، خلال يوم دراسي حول تقييم أداء «فوكاريم» لقروض السكن، أن حصيلة هذا البرنامج كانت إيجابية، خلال أربع سنوات من الإنجاز، رغم الصعوبات التي اعترضته، مسجلين تطور نشاط صندوق الضمان المركزي، الذي عرف نموا بنسبة 6 بالمائة خلال الثلاثة أشهر الأولى من سنة 2009، مقارنة بالمعدل السنوي للقروض الممنوحة خلال السنة الماضية، في الوقت الذي تشير فيه وزارة الإسكان إلى حضور جد باهت ل«فوكاريم» في برنامج مدن بدون صفيح، رغم أنه يعتبر دعامة أساسية في البرنامج. وكانت حصيلة أربع سنوات من الإنجاز هي إعلان 30 مدينة بدون صفيح، وهدم ما يناهز 128 ألف براكة، وتحسين ظروف سكن 650 ألف نسمة. وشارك في اليوم الدراسي، المنظم أمس الاثنين بالرباط من طرف وزارة الإسكان والتعمير والتنمية المجالية ووزارة الاقتصاد والمالية، بتعاون مع صندوق الضمان المركزي، وكل الفاعلين المتدخلين في عملية تمويل وإنتاج السكن الاجتماعي، بالإضافة إلى جمعيات الأحياء، التي تساهم في المصاحبة الاجتماعية للأسر المستفيدة من القروض الممنوحة في إطار الصندوق. ورغم التفاؤل الذي عبر عنه المتدخلون في ما يتعلق بتطور برنامج فوكاريم، فإن وزارة الإسكان والتعمير والتنمية المجالية أشارت إلى حضور جد باهت في برنامج مدن بدون صفيح، وتجلى ذلك في ضآلة نسبة الأسر القاطنة في أحياء الصفيح المستفيدة من القروض المضمونة، بحيث لم تتجاوز النسبة 7 بالمائة من مجموع القروض الممنوحة، وبالمقابل فإن «فوكاريم» سجل حضورا قويا في اقتناء السكن الاجتماعي وضعيفا في اقتناء الأرض أو البناء الذاتي، أي أن إعادة الإيواء عبر البناء الذاتي، التي تمثل 70 بالمائة من الوحدات المنجزة، لا تعني إلا 8 بالمائة من قروض «فوكاريم»، بالإضافة إلى تسجيل تفاوت في انخراط الأبناك. وأكد المشاركون خلال اليوم الدراسي، المنظم تحت شعار «فوكاريم دعامة أساسية للبرنامج الوطني مدن بدون صفيح»، على أن السنة الحالية ستكون سنة تعزيز وتيرة البرنامج، إذ من المرتقب أن تنضم 30 مدينة أخرى إلى لائحة مدن بدون صفيح، ومن أهمها؛ مدن الداخلة وبوجدور ووجدة ومراكش وطنجة وتطوان وفاس ومكناس وسطات والناظور وخنيفرة وبركان والقصر الكبير. وأشارت ورقة تقنية، قُدمت خلال الندوة، إلى أن الأوراش التي تم فتحها وصلت إلى 195 ألف وحدة، أي ما يناهز 65 بالمائة من مجموع الوحدات، ليتم لحد الساعة إنجاز 48 بالمائة من مجموع الوحدات، وهو ما يعني إنجاز 144 ألف وحدة، تهم هدم أو إعادة الهيكلة على مستوى 127 ألفا و250 براكة، و15 ألفا و670 وحدة شاغرة، بينما توجد 51 ألف وحدة في طور الإنجاز، أي ما يمثل 17 في المائة مجموع عدد الوحدات. ويتجلى تقدم الأشغال، بالخصوص، في وتيرة الترحيل وهدم البراريك، حيث انتقلت من 5 آلاف براكة سنويا، قبل انطلاق البرنامج، إلى ما يقارب 50 ألف براكة، كرقم مسجل خلال سنة 2008، أي 10 أضعاف الحصيلة السابقة، وهو الرقم الذي يجب الحفاظ عليه سنويا, مع الإيقاف الفوري لكل أشكال التزايد لبلوغ هدف برنامج مدن بدون صفيح 2010/2012. وبعد الإقرار بالصعوبات التي تعترض التأهيل المالي للأسر عبر قروض «فوكاريم»، تم اقتراح عدد من الحلول بهدف تشجيع الأسر والأبناك، على حد سواء، للتعاطي إيجابيا مع برنامج «فوكاريم»، ومن ذلك اعتماد مصاحبة مالية من طرف الأبناك، خاصة بالنسبة للأسر القاطنة في أحياء الصفيح، وضمان تأهيل مالي للفئات الفقيرة من الأسر ذات الدخل المحدود وغير القار لضمان عدم انزلاق الاستفادة، واعتماد إجراءات محفزة إضافية خاصة في إطار اقتناء البقع الأرضية والبناء الذاتي، ثم الدعوة إلى متابعة دورية ومنتظمة من طرف كل القطاعات العمومية والخاصة المعنية ب«فوكاريم»، عن طريق حملات إعلامية مثلا، وكذا عن طريق التتبع والافتحاص والتقييم والتكوين.