لن يتمكن شباب مقاطعة اسباتة في الدارالبيضاء، وخاصة هواة كرة القدم، من ولوج ملعب "بامحمد"، والسبب لا يرجع إلى أن مسؤولي المقاطعة قرروا إقصاءهم من الاستفادة من خدمات هذا الملعب وتفويته إلى الأندية الممارسة في القسم الأول أو الثاني، ولكن بكل بساطة لأن الأشغال الجارية في هذا الملعب منذ شهور طويلة لم تعد تسمح بممارسة كرة القدم داخله، خوفا من وقوع أي حادث. وكشف مصدر مطلع ل "المساء" أن قرار إغلاق ملعب "با محمد" في اسباتة جاء لحماية شباب المنطقة، وقال: "لم يكن من الممكن مواصلة فتح الملعب في وجه شباب المنطقة، بسبب الأشغال الجارية الحالية"، وأكد أن مدة هذه الأشغال لن تتراوح شهرين على أقصى حد. وأوضح المصدر ذاته أنه تم تخصيص حوالي 10 ملايين درهم من أجل إعادة هيكلة هذا الملعب والمخصصة من قبل مجلس جهة الدارالبيضاء، واعتبر أن الأشغال الحالية ستعيد الاعتبار لهذا الملعب، الذي يحتفظ مجموعة من أبناء اسباتة والمناطق المجاورة لها بذكريات رياضية كثيرة فيه، وتتعلق الأشغال التي ستحرم شباب "اسباتة " من ملعبهم لمدة شهرين بإحداث مدرجات مغطاة وإصلاح العشب الصناعي والمستودعات. وكان مجموعة من الغيورين على هذا الملعب، الذي قاوم الزخم الإسمنتي بعمالة مقاطعة ابن اسميك، يؤكدون على ضرورة إعادة هيكلته، خاصة أنه عانى لسنوات طويلة من الإهمال والتهميش، وهو ما جعل السلطات تفرج عن مشروع يدخل في إطار الاهتمام بالمجالات الرياضية على صعيد جهة الدارالبيضاء، ويعد ملعب "با محمد" الوحيد الذي يوجد في عمالة مقاطعة اسباتة، والذي يفتح أبوابه في وجه عموم أبناء المنطقة. واستطاع هذا الملعب في العقود الأخيرة تفريخ مجموعة من نجوم كرة القدم، الذين أبانوا عن مستويات جيدة مع فرق القسم الوطني الأول، وخاصة في الوداد والرجاء، فيكفي ذكر مصطفى خالف، كواحد من اللاعبين الذين حققوا أكثر الإنجازات الرياضية مع فريق الرجاء البيضاوي، إضافة إلى حميد ناطير وسعيد الصدقي ويوسف فرتوت في صفوف الوداد البيضاوي. وقال أحد المشرفين على ملعب "با محمد" إن هذا الأخير ما يزال قادرا على إنجاب العديد من المواهب الرياضية الأخرى، خاصة أنه لا يغلق أبوابه في وجه أطفال وشباب المنطقة، الذين يعتبرونه المتنفس الوحيد بالنسبة إليهم، وذلك بعدما تم إعدام مجموعة من الملاعب الأخرى. ويتذكر مجموعة من أبناء اسباتة، كلما سنحت لهم الفرصة، الكثير من المباريات الحاسمة التي أجريت بهذا الملعب، وفي هذا السياق يقول أحد المواطنين: "ملعب با محمد يختزل ذاكرة كروية لا يمكن نسيانها، ففيه أجريت العديد من المباريات الحاسمة، حيث كانت مناطق اسباتة وابن امسيك وسيدي عثمان تزخر بالعديد من الفرق ذات المستوى الرفيع"، وأضاف أن هذه الفرق كانت تضم في صفوفها لاعبين ذوو مستوى رفيع، تفوقون بإمكاناتهم مجموعة من لاعبي فرق الكبار، وقال: "هذا الملعب يعد ذاكرة رياضية في اسباتة، بسبب مجموعة من الأحداث التي عرفها"، فهل ستكون عشرة ملايين درهم المخصصة لإصلاحه قادرة على ربط ماضي هذا الملعب بحاضره؟.