تمكن محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، من التخلص من المزيد من خصومه خلال المؤتمر الأخير للحزب، بعد الإطاحة بالمرشحة السابقة لمنصب الأمين العام، نزهة الصقلي، مساء أول أمس السبت، خلال عملية انتخاب المكتب السياسي. وضرب بنعبد الله عصفورين بحجر واحد حينما تمكن، بمعية أنصاره داخل اللجنة المركزية، من إبعاد وزيرة الأسرة والتضامن السابقة بمعية شقيقتها ثورية عن عضوية المكتب السياسي، في ما يبدو أنه تصفية لآخر حساباته معها بسبب ما اعتبر «تطاولا منها» على قيادة الحزب وما عبرت عنه من مواقف خلال المؤتمر الأخير. وفي الوقت الذي حافظ فيه 22 من أعضاء اللجنة المركزية على عضويتهم في المكتب السياسي المشكل من 35 عضوا، تمكن 13 عضوا من الظفر لأول مرة بعضوية المكتب، كان من أبرزهم إدريس الرضواني، الكاتب العام للشبيبة الاشتراكية. وكان لافتا، خلال انتخاب المكتب السياسي للحزب، اقتراح الأمين العام مخرجا من مأزق تضخم اللجنة المركزية التي وصلت إلى عتبة 1000 عضو، من خلال السماح بالترشيح لعضوية المكتب السياسي للحزب فقط بالنسبة إلى أعضاء اللجنة المركزية الذين قضوا، على الأقل، ولاية في إطار اللجنة المركزية السابقة، مع الاحتفاظ بعدد أعضاء المكتب السياسي الجديد محددا في 35 عضوا، إلى جانب الأمين العام للحزب. إلى ذلك، يتجه حزب علي يعته إلى عقد مؤتمر استثنائي شهر شتنبر القادم من أجل تعديل القانون الأساسي للحزب، في اتجاه تحويل اللجنة المركزية إلى مجلس وطني، مع احتفاظها بكل الصلاحيات المخولة لها حاليا، والمحددة في انتخاب كل من الأمين العام للحزب، والمكتب السياسي، واللجنة الوطنية للمراقبة المالية، مع تخويلها كذلك صلاحية أن تنتخب، من بين أعضائها، لجنة مركزية بصلاحيات محددة وإمكانيات فعلية لمراقبة المكتب السياسي. وحسب خريطة الطريق التي كشف عنها بنعبد الله خلال اجتماع اللجنة المركزية، أول أمس ببوزنيقة، فإنه سيتم انتخاب لجنة مركزية مصغرة من بين أعضاء المجلس الوطني يعهد إليها بمهام كبيرة تصل إلى درجة إقالة المكتب السياسي. ولم يتوان أمين عام التقدم والاشتراكية في تقديم نقد ذاتي لما عرفه مؤتمر الحزب، وقال: «ككل عمل إنساني، كان من الطبيعي ألا تخلو وقائع مؤتمرنا الوطني الأخير من بعض المظاهر السلبية، التي لا شك أن الجميع تنبه غليها، ويرى من الضروري العمل، لاحقا، على تفاديها». وفي لحظة اعتراف لا تتكرر، قال بنعبد الله: «لقد تركنا الحبل على الغارب، فكان أن انصرف الاهتمام إلى جزئيات تولدت عنها مشاكل أضحت هيكلية»، مبديا امتعاضه الشديد مما سماه «الوضع غير السوي» لتضخم اللجنة المركزية للحزب، وقال: «وجدنا أنفسنا أمام تضخم غير مسبوق، إلى حد أننا نلتقي اليوم في اجتماع أشبه ما يكون بمؤتمر مصغر، مع ما يستتبعه ذلك من صعوبات على المستويين التنظيمي واللوجستيكي». من جهة أخرى، بدا لافتا خلال العرض الذي قدمه بنعبد الله أمام اللجنة المركزية، تأكيده على قدرة حزبه على تحقيق نتائج متميزة خلال الاستحقاقات الانتخابية المنتظر عقدها صيف 2015، وقال: «في متناول الحزب تحقيق ما يصبو إليه، وإدراك دنيا الانتخابات غلابا.. علينا أن نثق في أنفسنا، وألا نستهين بإمكانياتنا ونبخس قدراتنا»، واعدا بضمان تغطية حزبه لكل الدوائر الانتخابية المحلية.